ـ ٤ ـ
وهذه بعض الآثار من كلام الإمام علي كرم الله وجهه :
١ ـ قال عليهالسلام قبل موته :
أنا بالأمس صاحبكم ، واليوم عبرة لكم وغدا مفارقكم ، إن أبق فانا ولي دمي ، وإن أفن فالفناء ميعادي ، وإن أغفر فالعفو لي قربة ؛ وهو لكم حسنة.
فاعفوا واصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله ما فجأني من الموت وارد كرهته ، ولا طالع أنكرته وما كنت إلا كقارب ورد. وطالب وجد وما عند الله خير للأبرار.
ومن دعائه عليهالسلام :
اللهم إني أعوذ بك أن أفتقر في غناك ، أو أضل في هداك ، أو أضام في سلطانك ، أو أضطهد والأمر لك.
٢ ـ وقال من وصية لولده محمد ، ابن الحنفية حين أعطاه الراية يوم الجمل :
« تزول الجبال ولا تزل. عض على ناجذك (١) أعر الله جمجمتك (٢) تدفي الأرض قدمك (٣) ارم ببصرك أقصى القوم ، وعض بصرك ؛ واعلم أن النصر بيد الله سبحانه ».
٣ ـ ومن كلامه عليهالسلام يصف بيعته بالخلافة ويرد على من زعم أن البيعة له أخذت قسرا.
بسطتم يدي فكففتها ؛ ومددتموها فقبضتها ، ثم تداككتم على تداك الإبل الهيم (٤) على حياضها يوم ورودها ، حتى انقطعت النعل وسقط الرداء وبلغ من سرور الناس بيعتهم إياي أن ابتهج بها الصغير وهدج (٥) ، إليها الكبير ، وتحامل نحوها العليل وحسرت إليها الكعاب.
__________________
(١) أي احرص على أن يكون الأمر لك.
(٢) أي لا تشعر نفسك أن رأسك الآن لك بل أعرها الله جل ذكره وهذا آثر قول في الاستهانة بالنفس يوم الروع.
(٣) تدفعل أمر من وتد ـ بفتح التاء ـ الوند ثبته.
(٤) تداككتم تزاحمتم والهيم جمع هيماء وهي التي برح بها العطش.
(٥) هدج مشي مشية ضعف.