و (اهْدِنَا الصِّراطَ) أي ثبتنا عليه ، فالمراد به دوام الطلب واستمراره.
و (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) فيه حذف ، تقديره : غير صراط المغضوب عليهم.
المفردات اللغوية :
(الْحَمْدُ) الثناء بالجميل على الفعل الاختياري ، وهو أعم من الشكر ، لأن الشكر يكون مقابل النعمة. (اللهِ) : علم على الذات العلية المقدسة ، ومعناه : المعبود بحق ، وقيل : إنه اسم الله الأعظم ، ولم يتسمّ به غيره. أما «الإله» فهو المعبود بحق أو باطل ، يطلق على الله تعالى وعلى غيره. (رَبِ) الرب : المالك والسيد المعبود والمصلح والمدبر والجابر والقائم ، فيه معنى الربوبية والتربية والعناية بالمخلوقات. (الْعالَمِينَ) جمع عالم ، وهو كل موجود سوى الله تعالى ، وهو أنواع كعالم الإنسان والحيوان والنبات والذر والجن. ولفظ العالم : اسم جنس لا واحد له من لفظه ، مثل رهط وقوم.
(الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) صفتان لله مشتقتان من الرحمة ، لوحظ في كل منهما معنى معين ، فالرحمن : صيغة مبالغة بمعنى : عظيم الرحمة ، وهو اسم عام في جميع أنواع الرحمة ، وأكثر العلماء على أن (الرَّحْمنِ) اسم مختص بالله عزوجل ، ولا يجوز أن يسمى به غيره. و (الرَّحِيمِ) بمعنى دائم الرحمة. ولما كان في اتصافه تعالى ب (رَبِّ الْعالَمِينَ) ترهيب ، قرنه بالرحمن الرحيم.
(مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) أي مالك يوم الحساب والمكافأة والجزاء على الأعمال ، والأمر كله في قبضته يوم القيامة ، ومن عرف أن الله ملك يوم الدين ، فقد عرفه بأسمائه الحسنى وصفاته المثلى.
(إِيَّاكَ نَعْبُدُ) نخصك بالعبادة ولا نعبد غيرك ، ومعناه نطيع ، والعبادة : الطاعة والتذلل (وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) أي نطلب العون والتأييد والتوفيق ، ونخصك بطلب المعونة ، فأنت مصدر العون والفضل والإحسان ، ولا يملك القدرة على عوننا أحد. وقد جاء الفعلان «نعبد ونستعين» بصيغة الجمع ، لا بصيغة المفرد «إياك أعبد وإياك أستعين» للاعتراف بقصور العبد وحده عن الوقوف أمام الله ، فكأنه يقول : لا يليق بي الوقوف وحدي وبمفردي في مناجاتك ، وأخجل من تقصيري وذنوبي ، بل أنضم إلى سائر المؤمنين ، وأتوارى بينهم ، فتقبل دعائي معهم ، فنحن جميعا نعبدك ونستعين بك.
(اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) عرفنا ووفقنا ودلنا على الطريق الموصل إلى الحق ، وأرشدنا إليه ، وأرنا طريق هدايتك الموصلة إلى أنسك وقربك. والصراط المستقيم : الطريق المعتدل : طريق الإسلام الذي بعثت به أنبياءك ورسلك ، وختمت برسالاتهم رسالة خاتم النبيين ، وهو جملة ما يوصل إلى السعادة في الدنيا والآخرة ، من عقائد وأحكام وآداب وتشريع ديني ، كالعلم الصحيح بالله والنبوة وأحوال الاجتماع.