ثالثا ـ الأحرف السبعة والقراءات السبع :
روى عمر بن الخطاب رضياللهعنه عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف ، فاقرؤوا ما تيسر منه» (١) أي سبعة أوجه ، وهو سبع لغات ولهجات من لغات العرب ولهجاتهم ، يجوز أن يقرأ بكل لغة منها ، وليس المراد : أن كل كلمة منه تقرأ على سبعة أوجه وإنما لا يخرج عنها ، فإما أن تكون بلغة قريش ، وهو الغالب ، وإما أن تكون بلغة قبيلة أخرى ، لأنها أفصح ، وتلك اللغات التي كانت مشهورة شائعة عذبة اللفظ هي : لغة قريش ، وهذيل ، وتميم ، والأزد ، وربيعة ، وهوازن ، وسعد بن بكر. وهذا هو الأشهر والراجح.
وفي رأي آخر : المراد بالسبعة : أوجه القراءات القرآنية ، فاللفظ القرآني الواحد مهما يتعدد أداؤه وتتنوع قراءته لا يخرج التغاير فيه عن الوجوه السبعة الآتية وهي (٢) :
١ ـ الاختلاف في إعراب الكلمة أو في حركة بنائها بما لا يزيلها عن صورتها في الكتاب ولا يغير معناها ، أو يغير معناها ، مثل (فتلقى آدم) قرئ (آدم).
٢ ـ الاختلاف في الحروف ، إما بتغير المعنى مثل (يعلمون وتعلمون) ، وإما بتغير الصورة دون المعنى مثل (الصراط) و (السراط).
٣ ـ اختلاف أوزان الأسماء في إفرادها وتثنيتها وجمعها وتذكيرها وتأنيثها ، مثل (أماناتهم) و (أمانتهم).
__________________
(١) أخرجه الجماعة : البخاري ومسلم ومالك في الموطأ والترمذي وأبو داود والنسائي (جامع الأصول : ٣ / ٣١).
(٢) تفسير القرطبي : ١ / ٤٢ ـ ٤٧ ، تفسير الطبري : ١ / ٢٣ وما بعدها ، تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ص ٢٨ وما بعدها ، تاريخ الفقه الإسلامي للسايس : ص ٢٠ وما بعدها ، مباحث في علوم القرآن للدكتور صبحي صالح : ص ١٠١ ـ ١١٦