كتوحيد الله وإثبات البعث ، والتصديق بالرسل ، ترك فريق من اليهود كتاب الله وراء ظهورهم ـ وهو تمثيل لتركهم وإعراضهم عنه ، مثل أي شيء يرمى به وراء الظهر ـ استغناء عنه ، وقلة التفات إليه ، لأنهم لم ينفذوا بعض ما فيه ، ولم يؤمنوا به إيمانا حقا كأنهم لا يعلمون أن من لم يؤمن بالقرآن الموافق للتوراة ، لا يكون مؤمنا بكل منهما ، وهو كناية عن الإعراض عن التوراة بالكلية.
فقه الحياة أو الأحكام :
هذا سجل من قبائح اليهود أوضحه الله تعالى وهو من أخبار الغيب ، التي لا يعلمها إلا علام الغيوب ، وقد رصد فيه عيوب أربعة وهي :
١ ـ التكذيب بآيات الله وبيناته وأدلته الواضحة القاطعة على وجوده ووحدانيته وربوبيته ولزوم عبادته وإطاعة أوامره واجتناب نواهيه.
٢ ـ عدم الثقة بهم في أي شيء ، لأنهم دأبوا على نقض العهود والغدر بالمعاهدين في كل زمان.
٣ ـ انقطاع الأمل وسد باب الرجاء في إيمان أكثرهم ، لأن الضلال قد استحوذ عليهم.
٤ ـ لم ينبذ فريق منهم كتاب الله «التوراة» جملة وتفصيلا ، بل نبذوا منه ما يبشر بالنبي صلىاللهعليهوسلم ويبين صفاته وما يأمرهم بالإيمان به ، فإن ما في كتابهم من البشارة بنبي يجيء من ولد إسماعيل لا ينطبق إلا على هذا النبي الكريم.