وإنْ تناوله المبرود فيُنْصح بتناول السّفرجل المربّب والجلجُبين والفستق واللّوز مملّحين والحمّص المقلّى.
وممّا يُذهب برائحته الكزبرة اليابسة والرّطبة ودارجينى الصّين والخرنوب والرّاسن.
وأفضل ما يمزج به ماء لسان الثّور إذا كان صافيا رائقا فيزداد تفريحه ، ولذلك يُسِرّ سرورا عظيما. وقد يمزج بماء الورد فيقوّى المعدة والقلب وقد يُمزج بأمراق الفراريج لمن يُغْشَى عليه أو من ضعفت قواه.
وكلّ شراب فإمّا أن يكون حديثا وهو المصطار ، أى الذى لم تأتِ عليه ستّة أشهر ، وإمّا أن يكون متوسّطا وهو الذى أتت عليه ستة أشهر ولم تأتِ عليه سنة كامله ، وإمّا أن يكون عتيقا وهو الذى أتت عليه سنة ولم تأت عليه أربع سنين.
والشّراب إمّا أنْ يكون صِرفا ، وإمّا أن يكون ... مَمزوجاً.
فأمّا الصِّرْف فهو حارّ يابس وحرارته أكثر من يُبوسته. والمشهور أنّ حرارته فى الدّرَجة الثّالثة. وهذا غيرُ مَرْضي عندنا ، وإلّا كان تناوله ممرِضا. بل حرارته عندنا فى الدَّرجة الثّانية. وأمّا يبوسته فى الدّرجة الأولى.
وتختلف أصنافه فى ذلك ، فالحديث منه ناقص الحرارة جدّا ، حتّى يكون فيها فى أوائل الدَّرجة الأولى ، وذلك إذا كان قريب العهد بالحدوث جدّا.
وأمّا يبوسته فقليلة جدّا إلّا أن يكون قريب عهدٍ بالحدوث ، فيميل الى الرّطوبة.
وأمّا الشّراب القديم فهو قوىّ الحرارة قوىّ اليبوسة ، فيكون فى أواخر الدَّرجة الأولى.
وأمّا الممزوج فإنّ حرارته تقلّ لا محالة. وقد يبلغ المزج الى حدِّ يحيله الى البرودة. وذلك إذا كثر الماء جدّا.
أمّا اليبوسة فتذهب ، ويصير الشّراب بالمزْج شَديد التّرطيب وذلك بما يُنَفِّذُه من المائيّة ، وبما يمتزج به منها. فلذلك إذا مُزج الشّراب قبل شربه بساعات