ويُختار للشّبّان الأبيض الممزوج بحَسَب مزاجهم قبل شربه بثلاث ساعات ، أو ساعتين. وللمشايخ الأصفر العتيق القليل الماء.
وإن أراد التغذية والسّمن فالأحمر.
ودَع الشَّيخ وما احتمل. وجنِّبه الصّبيان. وعَدِّلْه للشّبّان. واستعمله عند انحدار الغذاء من المعدة. وامنعه خَلَلَ الأكل أو عقبه ، لتنفيذه الغذاء فجّاً. ومن اعتاده فى خلله أو عقبه فقد ينتفع بقدر ما يعين على الهضم لا على التّنفيذ.
وما دام السّرور ويتزايد واللّون يحسُن والجلد يلين ويربو والحركة نشِطَة والذّهن سليما فلا تَخَفْ من إفراط. فإنْ أخذ النّعاس يغلب والغثَيان يقوى والبدن أو الدماغ يثقل والذّهن يتشوّش والحركة تسترخى ، فقد وجب التَّرْك. وحينئذ يجب القَىء.
والشّرب مباعدةً أفضل من الموالاة ، وإلّا صار ضرره أكثر من نفعه ، إنْ كان فيه نفع. وخاصّة للمالينخوليا لتفريحه فيحسِّن الخُلُق ويقوِّى الذّهن. وأفضله ما كانت قُوَى الدّماغ لا تنفعل عن أبخرته ولذلك لا يُسكر بسرعة.
وبسرعة السُّكر وبُطئه تُعلم قُوَّة الدّماغ من ضعفه.
وقرّر بعض الأطبّاء أنّ له منافعَ بدنيّة يمكن أن تُستفاد من غيره لكن بعسر وهى كتحسين اللّون وإشراقه وتقوية الحرارة الغريزيّة وإنعاشها وإنضاج الرّطوبات وتفتيح المجارى وتقوية الهضم وتلطيف الرّوح ، وإدرار الصّفراء وترطيبها ، وتعديل مزاج السّوداء.
ومداومة الشّرب تُبَلّد الذّهن وتُرْخِى العَصَب وتُورث الرّعشة. وإنْ كان صرفا فانّها تحرق الدّم وتُفسد مزاج الدّماغ والكبد.
والسُّكر المتواتر يوهن قُوَى الدّماغ ويُضعف العَصَب والكبد والباه ، ويُحْدِث الصَّرَع والسّكتة.
وإنْ تناوله المحرور فعليه مَصّ ماء السَّفَرْجَل والرّمّان المرّ وأقراص اللّيمون وشرابه.