الغذاء. ولهذه الحمّى ثلاثة مراتب : أحدُها أن تكون الحرارة قد أخذت فى إفناء الرّطوبات المحصورة فى العُروق الصِّغار ، وتُسمِّى الدِّقّ المطلَق. وثانيها أنْ تكون هذه الرّطوبات قد فَنِيَتْ ، وتكون الحرارة قد تَشَبَّثَتْ بالرّطوبات القريبة العَهْد بالجُمود واللُّصوق بالأعضاء ، وتُسمَّى الذَّبول. وثالثها أنْ تكون هذه الرّطوبات قد فَنِيَت أيضاً وتكون الحرارة قد تَشَبَ ثَتْ بالرّطوبات التى بها اتّصال أجزاء الأعضاء الأصليّة ، وهى مادّتها التى تكون منها ، وتُسمَّي المفتّتة. وعلاماتها امّا فى الابتداء فتَواتُر النّبض وضعفُه ، وإذا لُمِسَ البدَن تكون حرارته هادئة ، فاذا بقيت اليد عليه ساعة ظهرت الحرارة بقوّة.
وعلامة الذّبول اشتداد الحمَّي عند تناول الغِذاء ، وضُمور البدَن والنُّحول وتَقصّف الجلد.
وعلامة المفتّتة لطاةُ الصدْغَين ودِقَّة الأنف ودِقَّة الرَّقَبة ونُتْوء الحنجرة ، فظهور عظام الصّدر والعروق لقلّة اللّحم.
العلاج : التّبريد والتّرطيب بالأشربة والأغذية. أمّا الأشربة فكشراب النّيلوفر والعُنّاب والإجّاص بلُعاب بَزْرِقَطُونا ونحوها. وأمّا الأغذية فكالخسّ والقَرْع والبقلة الحمقاء والقثّاء. ويستعمل ماء الشّعير.
والحَماحِم : الحَبَق البستانىّ العريض الوَرَق ، ويُسمَّى فى الشّام بالحَبَق النَّبَطىّ. الواحدة منه حَمامة. له أغصان خُضر مُربَّعة خَوّارة ونُوّار أبيض وبَذْر حارّ يابس جيّد للزّكام الرَّطْب ، مُفَتّح لسُدَد الدّماغ الكائنة عن البَلْغَم. وفيه تَقوية للقلب. وشُرْبُ المقْلوّ منه بدُهن الورد بالماء البارِد يَشفى من الإسهال المزمِن. والشّربة منه من مثقال إلى درهمين. والحَماما شجرة كعُنقود مُشَبَّك بعضه ببعض ولها زَهر كزهر الخِيْرىّ الأحمر ، وورق كورق الكَرْم. وأفضلها الذَّهبيّة اللّون ، وهى طيّبة الرّائحة ، حارّة ياسة فى أوّل الثّالثة ، تنقّى المعدة ، وتطرد الرّياح وتُقوّى الكبد ، وتفتح سُدَدَها ، وتُحدث فى النَّفْس طَرَباً ، وفى البدن ثِقل. او الشّربة من درهمين إلى ثلاثة ومَضرّتها بالرّأس ، وتُصْلَح بالورد. وبدلها وزنها أسارون (١٤٦).