واحْتَمَّت العينُ : أرِقَتْ مِنْ غير وجَع.
والحُمّة : كلّ عين فيها ماء حارّ ينبع فَيَستشفِى به الأعِلّاء.
ومن أسباب الصّداع البارد السّادج النّزولُ فى الماء الحارّ (١٤٤).
والحُمّة والحُمَّى : عِلّة يستخرجها الجسم من الحَميم. وأمّا حُمَّى الإبل فبالألف خاصّة.
وحُمَ الرّجلُ : أصابته الحُمَّى. وأحَمَّه الله ، فهو مَحموم ، قيل : هو شاذّ. قال ابن دُريد : هو مَحْمُوم به. وأنكره بعضُهم.
وحُمَ ، بالضّمّ : أصابته حُمَّى. وحَمَّه الله فهو مَحموم. يقال : حُمِمْتُ حُمَّى. والاسم الحُمَّى بالضّمّ.
وأرض مَحَمَّة ومُحِمَّة : ذات حُمَّى ، وكَثيرتُها. والقياس أَحَمَّت الأرض إذا صارت ذات حُمَّى كثيرة.
وكلّ ما حُمَ عليه فمَحَمَّة ومُحِمَّة أيضا.
ويقال : طعام مُحِمَّة : إذا كان يُحَمُ عليه الذى يأكله.
وقيل أنّ الحُمَّى : حَرارة غريبة تشتعل فى القلب وتنبثّ منه بتوسُّط الرّوح والدّم فى الشّرايين والعُروق فى جميع البدَن ، فتشتعل فيه اشتعالا يضرّ بالأفعال الطّبيعيّة.
وتَنقسم من جهة مَحَلِّها إلى ثلاثة أقسام : يَوميّة وعَفِنِيّة ودِقِّيَّة. وذلك لأنّ البدَن مركّب من الأعضاء والأخلاط والقُوَى ، فمتى سَخن أحدُ هذه الأجسام أوّلاً نُسِبَتِ الحُمَّى إليه ، وإنْ سَخُن الباقى ، لأنّ بعضها حاوٍ ، وبعضها مَحْوِي ، ويستحيل أنْ يَسخن الحاوى دون المحوىّ ، وبالعكس. كما أنّ القِدْر يستحيل أنْ يَسخن من غير أن يَسخن الماء الذى فيها ، وكذلك الماء فانّه يستحيل أن يسخن فى القِدْر ما لم تسخن هى.
وأعْلَمْ أنّ لنا نظرا فى حصر الأطبّاء الحُمَيّات فى هذه الثّلاثة لأنّ حُمَّى سُوْنُوْخَس ، وهى الحُمَّى الدّمويّة الحادثة عن سُخونة الدّم وغليانه بلا عُفونة خارجة عن هذه الثّلاثة ، إلّا أنْ يُقال أنْ ليس مرادُهم بالعَفنيّة ما يحدث عن