وهو أنَّه يكون بخروج شُعاع من العَين ويَلْقَى المُبصَر ، وثانيهما : رأى أكثر الطّبيعييّن ، وهو أن يكون بوصول شَبَح المرئىّ إلى العين.
والأوّلون اختلفوا ، فمنهم من يجعل خروج هذا الشّعاع على هيئة مخروطين ، رأس كلّ واحد منهما فى حَدَقةٍ ، وقاعدتهما هى السّطح الظّاهر من المرئىّ ؛ ومنهم من يجعل خروجه لا على هيئة مخروطين ، بل من كلّ حدقة خط مستقيمٌ ، ويلتقيان على سطح البَصَر ، وينتقل طرفاهما على المُبْصَر بسرعة. والحقّ أنّ وصول شبح المرئى ، إنّما يكون على هيئة مخروطين ، قاعدتهما المُبْصَر وزاويتهما فى الرّطوبة الجليدية (١٥٩) ، وموضع الشَّبَح ، هو فى سطح هذه الرّطوبة. وربّما كان موقعه فى الطَّبَقَة العَنْكَبُوتِيَّة (١٦٠).
وأما كيف يتأدّى المُبْصَر إلى القوّة البَاصِرَة ، فمنهم من يعترف بالجهل بذلك ، ومنهم من يزعم إنّ هذا الشّبح انفعال يعرض للجليديّة ، وإذا عرض ذلك فإنّ العَصَب النُّورِىَّ يدرك من هذا الانفعال ، ويؤدِّيه الى داخل الدِّماغ.
وأمّا الحقّ فى هذا ، فهو أنّ الشّبح يقع على داخل المُقْلَة ثمّ تنقله كلّ واحدة من المقتلين إلى العصب النُّورِىِّ أمام القُوَّة البَاصِرَة. وهناك يَتَّخِذ الشَّبَحان شَبَحاً واحدا بانطباق أحدهما على الآخر فتدركه القوّة البَاصِرَة ، ثمّ تنقلُه إلى داخل البطن المقدّم من الدّماغ فيبقى هناك محفوظا ، فكلّ وقتٍ تلحظ النّفس ذلك الشَّبَح تَتَخَيَّل ذلك المرئىَّ.
والبَصِير : المُبْصِر ، فعيل بمعنى فاعل ، والجمع بُصَراء.
والبَصِيرَة : عَقيدة القلب. وعن الخليل : هى اسم لما اعْتُقِد فى القلب من الدّين وتحقيق الأمر (١٦١). البَصِيرَة : الفطنة ، يقال : أعمى الله بصيرته ، أى : فطنته.
والبَصِيرَة : العبرة ، يقال : لك بَصِيرةٌ فى هذا الأمر ، أى : عِبْرَةٌ تَعْتَبِر بها.
والبُصْر ، بالضمّ ويُفتح : الجِلْد. قال بعضهم : وقد غلب على جِلْد الوَجْه. ويقال : إنّه لمعصوبُ البُصْر : إذا أصاب جلدَه عصاب ، وهو داء يخرج به. والبُوصِير : من أدوية المفاصِل.