والبَشَام (١٥٤) : شجر كثير رأيته بجوار مكّة ، له ساق وأفنان غير سَبْطَة. وورق صغار أكبر من ورق الصّعتر ، وزهر دقيق يميل إلى الصفرة والبياض. وثَمَرٌ فى عناقيد كثمر المُحَلب (١٥٥) ، وهذا الثّمر هو المعروف بِحَبِّ البَلَسان ، لأنّ البَلَسان لا حَبَّ له.
والشجرة ، بجميع أجزائها ، حارّة إلّا الورق فإنّ فيه رُطوبة فَضْليّة وقد جُرِّب فى الدَّمعة الدّائمة وجَلاء البياض كُحلاً ، وتَنْقِيَة القُروح ، ويُدِرُّ الطَّمْثَ حُمولاً.
ويُعْمَل من أغصانها مَساويك تُطَيّب النَّكْهَة ، وتَشُدُّ اللَّثَة. وحَبُّه يُقَوِّى المعدةَ وينفعُ من لَدْغ العَقرب أكلاً ومَضْعاً ووضعاً عليه. وورقُه يُسَوِّد الشَّعَر.
وسيُذكر فى (بلس) ما يُغْنى عن إعادته هاهنا.
والبَشْمَة : اسم عربىّ للّحبة السّوداء ، وهى حارّة يابسة فى الثّانية ، خاصيّتها النّفع من أمراض العين الباردة ضماداً وذروراً (١٥٦). وتزيل الغشاوة من العين ، وخصوصاً مع المَامِيران (١٥٧) والزَّعفران ، ونحوهما.
بصر :
البَصَر : العين. والجمع أَبْصَار.
ومذهبنا فى الإِبْصَار أنّه يَتِمُّ بأنْ يقع شبح المرئى على الحَدَقَة ، ثم تنقله الى أمام القوَّة البَاصِرة (١٥٨) ، فاذا أدركت هذه القُوَّةُ ذلك الشّبح كان سبباً لشعور النَّفْس بالمرئىِّ ، فتدركه حينئذ.
وقد قيل أنّ النّفس تدرك المحسوسات كلّها بلا واسطة وأنّه ليس للبَصَر قوّةٌ باصِرةٌ ولا للشَّمِّ قوّةٌ تدرك الرَّائحةَ ونحو ذلك ، بل المُدْرِكُ لهذه الأشياء كلِّها هو النّفس. وأكثر الفلاسفة يَنْقُضُونَ هذا الرّأى ، ويقولون : إنّ إدراك النّفس لهذه الأشياء إنّما يكون بِتَوَسُّط إدراك القُوَى المخصوصة بها ، ثمّ ينتقل ذلك الإدراك إلى النّفس. والحقُّ أنّ الأمر كذلك.
وللفَلاسفة فى إدْراك المُبْصَرات رأيان : أحدهما. رأى الرِّياضيين وأكثرِ الأطبّاء ،