ابن هاشم بن عبد مناف. قال : أنا سيّد ولد آدم ولا فخر ، وأول من ينشقّ عنه الأرض ولا فخر ، وأوّل من ينتقض التراب عن رأسه ولا فخر ، وأوّل داخل الجنّة ولا فخر ، وصاحب لواء الحمد ولا فخر ، وفي ظلّ الرحمن عزوجل يوم لا ظلّ إلّا ظلّه ولا فخر.
ما بال أقوام يزعمون [أن] رحمي لا ينفع؟! بل [ينفع حتّى تبلغ] جاء وحكم وهما آخر قبيلتي من اليمن (١) لأشفع فأشفع ، حتّى أن [من] أشفع له يشفع حتّى أن إبليس ليطاول طمعا في الشفاعة (٢).
__________________
(١) كذا في أصليّ غير أن لفظ : «حاء» كان فيه بالجيم ، وما بين المعقوفين أيضا كان قد سقط عنه ؛ وأخذناه من كتاب ذخائر العقبى ، وفيه بعده هكذا : «وهم إحدى قبيلتين من اليمن ...».
قال في الغريب : وهما حيّان من اليمن من وراء رمل : «يبرين». قال أبو موسى : يجوز أن يكون «حاء» من الحوة وقد حذفت لامه ، ويجوز أن يكون من حوي يحوي ، ويجوز أن يكون مقصورا غير ممدود.
(٢) وقريبا منه جدا رواه الهيثمي في أول «كتاب علامات النبوّة» من مجمع الزوائد : ج ٨ ص ٢١٦ عن الطبراني بسنده ، عن ابن عباس قال :
توفيّ ابن لصفيّة عمّة رسول الله صلىاللهعليهوسلم فبكت عليه وصاحت ، فأتاها النبيّ صلىاللهعليهوسلم فقال لها : يا عمّة ما يبكيك؟ قالت : توفيّ ابني. قال : يا عمّة من توفيّ له ولد في الإسلام فصبر بنى الله له بيتا في الجنّة. فسكتت ثم خرجت من عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم فاستقبلها عمر بن الخطاب فقال : يا صفية قد سمعت صراخك إن قرابتك من رسول الله صلىاللهعليهوسلم لن تغني عنك من الله شيئا!!! فبكت. فسمعها النبي صلىاللهعليهوسلم وكان يكرمها ويحبها فقال : يا عمّة أتبكين وقد قلت لك ما قلت؟ قالت : ليس ذاك أبكاني يا رسول الله ، استقبلني عمر بن الخطاب فقال : يا صفية قد سمعت صراخك إن قرابتك من رسول الله صلىاللهعليهوسلم لن تغني عنك من الله شيئا!!! قال : فغضب النبيّ صلىاللهعليهوسلم وقال : يا بلال هجّر بالصلاة ، فهجّر بلال بالصلاة فصعد النبيّ صلىاللهعليهوسلم المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لا تنفع؟ كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلّا سببي ونسبي فإنها موصولة في الدنيا والآخرة.
أقول : وفي ذيل الحديث وقبله أيضا شواهد أخر في أن عمر ومن كان على نزعته كانوا مصرّين على إيذاء النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكذلك في ترجمة عبد الله بن عبّاس من كتاب المعرفة والتاريخ : ج ٢ ص ٤٩٩.
وقريبا منه رواه الطبراني في ترجمة عبيد الله بن جعفر من المعجم الصغير : ج ١ ، ص ٢٣٩ قال :
حدثنا عبيد الله بن جعفر بن أعين البغدادي ، حدثنا أبو الأشعث بن المقدام العجلي ، حدثنا أصرم ابن حوشب ، حدثنا إسحاق بن واصل الضبّي ، عن أبي جعفر محمد بن عليّ :
عن عبد الله بن جعفر ، قال : أتى العباس بن عبد المطّلب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : يا رسول الله إنّي أتيت قوما يتحدّثون فلمّا رأوني سكتوا وما ذاك إلّا أنّهم يستثقلوني!! فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : قد فعلوها؟ والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدهم حتّى يحبّكم بحبّي أيرجون أن يدخلوا الجنّة بشفاعتي ولا يرجو [ه] بنو عبد المطّلب؟!
أقول : وذيل الكلام رواه أيضا الطبراني في ترجمة محمد بن عون السيرافي من المعجم الصغير : ج ٢ ص ٩٦ قال :
حدثنا محمد بن عون السيرافي بالبصرة ، حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام ، حدثنا أصرم بن حوشب ، حدثنا قرّة بن خالد ، عن أبي جعفر محمد بن عليّ قال : قلت لعبد الله بن جعفر بن أبي طالب : حدّثنا شيئا سمعته ...