[قال : والحديث]
أورده الإمام القفال الشاشي في [كتاب] جوامع الكلم وبوالغ الحكم من تأليفه رواية إمام المتقين وقدوة المهتدين ، صاحب
المناقب السرّية ، والمراتب السنيّة ، والسوابق الرضيّة ، واللواحق المرضيّة [الذي]
كان كاشفا للمعضلات فرّاجا للمبهمات ، حلالا للمشكلات.
فتبيانه فيصل
الحلال والحرام ، وبيانه برهان الإسلام ، أنبأ عن دقائق التفريد ، وأظهر حقائق
التوحيد ، رغّب في العقبى فمهّد له العطاء ، وزهد في الدنيا فكشف له الغطاء ، وقد
كان [من] دوحة شجرة النبوة [التي] تهدّلت بثمار العظمة أغصانها ، و [من] قلّة جبل
القوة [التي] قوطرت برواشح الكرامة أركانها .
ألبسه الله تعالى
لباس السعادة فكان يترفّل في آنق حللها ، فأصعده على قمّة السيادة فكان يتوقّد في أشهق قللها .
أما الخلق فأحسن
الأنام ، وغرّة وجه الأيّام ، وأما الخلق فكما يقتضيه الإسلام فكأنّه أخلاق محمد عليهالسلام ، وأما الوصاية فقد ألقت إليه الأرسان ، وأما الخلافة فقد
فرشت له رفرفها الخضر وعبقريّها الحسان .
كاشف كلّ كربة
وبؤسى ، المشرّف ب «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» قرم الشريعة وبابها المقول فيه
: «أنا مدينة العلم وعليّ بابها».
ما بارزه مبارز
إلّا عاد حسيرا ولا قارنه قرن إلّا نكص عنه كسيرا ، مال عن المال فكأنما
كان على غيره عسيرا [و] عليه يسيرا ، حتى أنزل فيه : «ويطعمون الطعام على حبّة
مسكينا ويتيما وأسيرا».
فرّج عن رسول الله
صلىاللهعليهوسلم كلّ غمّة وكربة ، حتى نزل فيه : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً
إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) [٢٣ / الشورى : ٤٢].
وفّر الله حظّه من
أقسام العلى توفيرا ، ووقّره بين الأنام بالقدح المعلّى توقيرا ، وأرسل فيه وفي
أولاده الطاهرين : (إِنَّما يُرِيدُ
اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [٣٣ / الأحزاب]
__________________