لم يستحي من طلب العيشة خفّت مئونته ورخا باله ونعم عياله ، ومن زهد في الدنيا ثبّت الله الحكمة في قلبه وأنطق به لسانه وأخرجه من الدنيا سالما إلى دار القرار.
قال الحافظ أبو نعيم : هذا حديث غريب لم يروه مرفوعا إلا العترة الطيّبة عليهمالسلام خلفها عن سلفها وما كتبناه إلّا عن هذا الشيخ.
٣٥٢ ـ أخبرني الصدر الإمام تاج الإسلام رئيس الشافعية بفاخرة بخارى ـ الفائق على أهل زمانه (١) بفضائل لا تمانع ولا تبارى ولا تجارى ـ محمّد بن محمد بن طاهر بن محمد بن إبراهيم بن حمزة البخاري ـ رحمة الله عليه وعلى سلفه ، ولا زال لاحق لطفه به متصلا بمؤتنفه ، فيما كتب إليّ منها ، في شهور سنة ست وستين وست مائة ـ وأخبرني عنه الإمامان تاج الدين أبو المحاسن عمر بن أحمد ابن الخطيبي الجرموكي ـ بقراءتي عليه في خانقاه شيخ الإسلام أبي علي الفاروثي (٢) قدس الله روحه بمدينة طوس ـ ورضي الدين محمد بن خضر بن محمد المعروف بالرضي الخضري البخاري ـ بقراءتي عليه ب «بحرآباد» في مسجد روضة جدي شيخ الإسلام أبي عبد الله محمّد بن حمويه بن محمد الجويني قدس الله روحه ـ بسماعهما منه ، قال : أنبأنا والدي رحمهالله إجازة ، أنبأنا جدي حمزة هذا رحمهالله ، قال : أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ أبو القاسم علي بن أحمد بن إسماعيل الكلاباذي ـ في داره بكلاباذ سنة اثني عشر وخمس مائة ـ قال : أنبأنا الشيخ الجليل الأستاذ شمس الأئمة أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الحلواني رحمهالله ، قال : أنبأنا أبو الحسن (٣) أحمد بن محمد بن القاسم بن بشر الفارسي قال : حدثنا الإمام أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل القفّال الشاشي رحمهالله ، قال : حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد ، قال : حدثنا إسحاق بن بهلول ، قال : حدثنا الهيثم بن موسى المروزي قال : حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث : عن علي بن أبي طالب عليهالسلام قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : الأنبياء قادة ، والفقهاء سادة ، ومجالستهم زيادة. وأنتم في ممرّ الليل والنهار على آجال معدودة وأعمال محفوظة ، والموت يأتيكم بغتة ، فمن يزرع خيرا يحصد رغبة ، ومن يزرع شرا يحصد ندامة.
قال الإمام تاج الإسلام رحمهالله : هذا حديث شريف جليل يحوي صفة الأنبياء ونعت الفقهاء ، ويرغّب في الاقتباس من بحارهم الزاخرة ، ويشتمل على الموعظة الحاوية مصالح الدنيا والآخرة.
__________________
(١) كذا في نسخة السيد علي نقي ، وفي نسخة طهران هاهنا تصحيف.
(٢) كذا في نسخة السيد علي نقي ، وفي نسخة طهران : «العاوندي» ...
(٣) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «أبو الحسين».