وقد شذَّتْ عن هذا القياسِ كلمةٌ ، وهي من المشكل عندنا ، يقولون : أمرضَ إذا قارَبَ إصابة حاجَتِه. قال :
ولكنْ تحت ذاكَ الشَّيبِ حزمٌ |
|
إذا ما ظَنَ أمْرَضَ أو أصابا (١) |
مرط الميم والراء والطاء أصلٌ صحيح يدلُّ على تحاتِّ الشيءِ أو حَتِّه. وتمرَّط الشَّعر : تحاتَّ ، ومَرَطتُه. والأمرط من السِّهام : الساقط قُذَذُه. والأمْرَط : الفرس لا شَعرَ على أشاعِرِه. والمُرَيْطاء : ما بين الصَّدر إلى العانة من البَطْن ، وهي أقَلُّ من ذلك شَعراً. والمَرَطَى : سُرعة العَدْو ، كأنَّه من سُرعتِه يتمرَّط عنه شَعرُه. وناقة مِمْرَطةٌ (٢) : سريعة.
مرع الميم والراء والعين أصلٌ صحيح يدلُّ على خِصْب وخَير. ومَرَعَ المكانُ. وأمْرَعَ القومُ : أصابوه مَرِيعاً. وأمْرَعَ الوادِي : أكلَأَ.
مرغ الميم والراء والغين أصلٌ صحيح يدلُّ على سَيَلانِ شيءٍ أو إسالة شيء. والمَرْغ : اللُّعاب. وأمْرَغ الإنسانُ : سال لعابُه. ومَرَّغْتُ الشَّيءَ : أشبعتُه دُهْنًا. والإمراغ في العَجين : أن يكثَّرَ ماؤُه. ويقولون : أمرَغَ : أكثَرَ الكلامَ في غيرِ صواب ، كأنَّه يُسِيلهُ إسالة. ويقال أمْرَغَ عِرْضَه ومَرَّغه ، كأنه لَطَخه وأسال عليه قيحاً.
وقريبٌ من هذا القياس مرَّغتُه في التُّراب فتمرّغ ، أي قلَّبته فتقلَّبَ.
__________________
(١) البيت لكثير عزة ، كما فى البيان (٤ : ٦٧) ، وهو فى اللسان (مرض) بدون نسبة.
(٢) فى الأصل : «مرطة» ، صوابه فى المجمل واللسان. وما أثبت هو ضبط اللسان ، وضبط فى المجمل بضم أوله وفتح ثانية وتشديد ثالثه مع الفتح. والذى فى القاموس : «وهى ممرط وممراط» الأولى كمحسن ، والثانية كمهذار.