وغَلط ابنُ دريدٍ في هذا البناء في موضعين (١) : ذكر أنَ المَاجِلَ : مستنقَعُ الماء ، وهذا من باب (أجل) ، وذكر أنّ المجلة : الصَّحيفة ، هو من (جَلّ).
مجن الميم والجيم والنون كلمةٌ واحدة ، هي مجن ، يقال : إنّ المُجونَ : ألَّا يُبَالِيَ الإنسانُ ما صَنَع. قالوا : وقياسه مِنَ (٢) النَّاقة المُماجِن ، وهي التي يَنْزُو عليها غيرُ واحدٍ من الفُحُولة ، فلا تكاد تلقح. والمَجَّان ، هو عَطِيّة الرّجل شيئاً بلا ثمن.
باب الميم والحاء وما يثلثهما
محز الميم والحاء والزاء ليس بشيء ، على أنهم يقولون : المَحْز : النِّكاح ، ومَحَزَها مَحْزا.
محش الميم والحاء والشين أصلٌ صحيح يدلُّ على إحراق النّار شيئًا حتى ينسحِجَ جِلدُه. يقال : مَحَشَت النارُ الشيءَ تَمْحَشُه. وامتَحَشَ الخبزُ : احتَرق. وروى ابنُ السِّكِّيت : أمْحَشَهُ الحَرُّ. ويقال : امتَحَشَ ، إذا غَضِب ؛ ومعناه أنّ الغضبَ لحرارته بَلَغَ ذلك المبلغ ، كأنّه أحرَق. ويقال للسّنَة الجدْب : قد أَمْحَشَت كلَّ شيء. فأمَّا قولُ النابغة :
جَمِّع مِحَاشَكَ يا يزيدُ فإنّني |
|
أعددت يربوعاً لكم وتميما (٣) |
__________________
(١) انظر الجمهرة (٢ : ١١١) :
(٢) فى الأصل : «بين».
(٣) ديوان النابغة ٧٠ واللسان (محش). ويزيد هذا هو يزيد بن أبى حارثة بن سنان ، ابن أخى هرم بن سنان. وكان قد تزوج بنت النابغة ثم طلقها. وتميم هذه هى تميم بن ضبة بن عذرة بن سعد بن ذبيان ، وليست تميم بن مر. شرح ديوان النابغة للبطليوسى.