التي لم يَبْقَ فيها سِنٌّ من الهَرَم. وكلُّ هذا قياسُه واحد. وذكر أنَ الكَزْم كالكَدْم بمقدَّم الفم. وهذا من باب الإبدال ، والله بصحّتها أعلم.
باب الكاف والسين وما يثلثهما
كسع الكاف والسين والعين أصلٌ صحيح يدلُّ على نوع من الضَّرب. يقال : كسعه ، إذا ضرِبَ برِجله على مؤخَّره أو بيده. ويقال : اتَّبَعَ أدبارَهم يَكسَعُهم بسَيفه. وكَسَعْت الرّجُل بما سَاءه ، إذا تكلَّمْت فى أثره. وكَسعتُ النّاقةَ بغُبْرها ، إذا تركتَ بقيَّةً من اللَّبن فى خِلْفها تريد تغزيرها. ومعنى هذا أنَّه يخلِّيها بعد أن يُحلَب بعضُ لبنِها ويضربُ بيدِه على مؤخّرها لتمضِىَ. قال :
لا تَكْسَع الشَّولَ بأَغْبَارِها |
|
إنك لا تَدرِى مَن النّاتجُ (١) |
ومن الباب رجلٌ مُكَسَّعٌ بغُبْرِه ، إذا لم يتزوَّج ، كأنَّ ماءه قد تبقَّى كما تَبقَّى لبنُ الشّاةِ المكَسَّعة. قال :
والله لا يخرجُها من قَعرِه |
|
إلّا فتًى مكسَّع بغُبْره (٢) |
والكُسْعَة : الحمير ، سمِّيت لأنَّها تُضرَب أبداً على مؤخّرها في السَّوْق.
كسف الكاف والسين والفاء أصلٌ يدلُّ على تغيُّر في حالِ الشيء إلى ما لا يُحَبّ ، وعلى قطع شيء من شيء. من ذلك كُسُوف القَمر ، وهو زوالُ
__________________
(١) البيت للحارث بن حلزة فى اللسان (كسع ، غبر).
(٢) الرجز فى المجمل واللسان (كسع).