والجَزّ. وعِفاء النّعامة : الريش الذى علا الزِّفّ الصِّغار. وكذلك عِفاء الطَّير ، الواحدةُ عِفاءة ممدود مهمور. قال : ولا يُقال للريشة عِفاءة حتى يكون فيها كثافةٌ.
وقولُ الطرِمّاح :
فيا صُبحُ كَمِّشْ غُبَّرَ اللَّيلِ صُعِدا |
|
بِبَمِّ ونبّه ذا العِفاء الموشَّحِ (١) |
إذا صاح لم يُخْذَل وجاوَبَ صوتَه |
|
حِماشُ الشَّوى يَصدحنَ من كلِّ مَصدَحِ |
فذو العِفاء : الرِّيش. يصف ديكاً. يقول : لم يُخذل ، أى إنّ الدّيوكَ تجيبه من كلِّ ناحية.
وقال فى وَبَر الناقة :
أُجُد موثّقة كأنّ عِفاءَها |
|
سِقطانِ من كنَفَىْ ظليمٍ نافرِ (٢) |
وقال الخليل : العِفاء : السَّحاب كالخَمْل فى وجهه. وهذا صحيح وهو تشبيه ، * إنما شبّه بما ذكرناه من الوبَر والريش الكثيفَين. وقال أهل اللغة كلُّهم : يقال من الشّعر عَفَوْته وعَفيْته ، مثل قلوته وقليته ، وعفا فهو عافٍ ، وذلك إذا تركتَه حتى يكثُر ويَطُول. قال الله تعالى : (حَتَّى عَفَوْا) ، أى نَمَوْا وكثُرُوا. وهذا يدلُّ على ما قلناه ، أنّ أصل الباب فى هذا الوجه التّرك.
__________________
(١) ديوان الطرماح ٦٩ والحيوان (٢ : ٢٥٤ ، ٣٤٦ / ٧ : ٥٩) واللسان (وشح ٤٧٣ فى نهاية الصفحة).
(٢) البيت لثعلبة بن صعير المازنى ، من قصيدة فى المفضليات (١ : ١٢٦ ـ ١٢٩) برواية :
وكأن؟ وفضل؟ |
|
فمنان من كتفى ظلم تافر |