ويقال : علب اللحم ، اذا اشتدّ. قوله : أظلوم ، يروى : (أظليم) وهو الصحيح ، وهو مرخم ظليمة. ومصابكم : مصدر ميمي بمعنى أصابتكم ، وقد عمل عمل الفعل فأضيف الى فاعله. ورجلا : مفعول. والبيت استشهد به المصنف على ذلك. ومصابكم ، اسم إن والخبر ظلم. وجملة : أهدى السلام ، صفة رجلا ، وتحية مصدر أهدى السلام من باب قعدت جلوسا.
قال الصولي في كتاب الأوراق : حدّثنا القاسم بن إبراهيم وعون بن محمد وعبد الواحد بن عباس والطيب بن محمد بن يزيد ، بعضهم عن بعض ، قالوا : حدّثنا أبو عثمان المازني قال : كان سبب طلب الواثق لي أن مخارقا غنى في مجلسه :
أظليم إنّ مصابكم رجلا |
|
أهدى السّلام إليكم ظلم |
فقال مخارق : (رجل) فتابعه بعض من حضر وخالفه الباقون ، فسأل الواثق عمن بقي من النحويين فذكرت له ، فأمر بحملي ، فلما دخلت إليه وسلمت عليه قال لي : ممن الرجل؟ فقلت : من بني مازن. قال : من مازن تميم أم مازن قيس أم مازن يمن. قلت : من مازن ربيعة. قال لي : ما اسبك. وهي لغة كثيرة في قومنا ، فقلت ، على القياس : أبي بكر. فضحك وقال : اجلس ، واطمئن فسألني عن البيت فأنشدته : إنّ مصابكم رجلا. فقال : أين خبر أن. قلت : ظلم الحرف الذي في آخر البيت. أما ترى يا أمير المؤمنين أن البيت كله مغلق لا معنى له حتى يتم بهذا الحرف ، إذا قال :
أظليم إنّ مصابكم رجلا |
|
أهدى السّلام إليكم ... |
فكأنه ما أفاد شيأ حتى يقول ظلم. قال : صدقت ، قال : ألك ولد؟ قلت : بنية لا غير. قال : فما قالت حين ودّعتها؟ قلت : أنشدت شعر الأعشى (١) :
تقول ابنتي حين جدّ الرّحيل |
|
وإنّا سواء ومن قد يتم (٢) |
__________________
(١) ديوانه ص ٤١ من رقم ٤
(٢) ديوانه ص ٤١ من القطعة ٤.