ليسوا مفاريح عند توبتهم |
|
ولا مجازيع إن هم نكبوا |
إن جلسوا لم تضق مجالسهم |
|
والأسد أسد العرين إن ركبوا |
لم تنكح الصمّ منهم عربا |
|
وليس يؤذنهم إذا خطبوا |
قال ثعلب في أماليه (١) : حدثني عبد الله بن شبيب ، حدثني زبير ، حدثني عبد الله بن النضر قال : لما أحيط بمصعب بن الزبير دعا عبيد الله بن قيس فقال له : خذ من هذا المال ما أطقت وانج بنفسك! قال : ما كنت لأسأل الركبان عنك أبدا ، فأقام يقاتل مع مصعب حتى إذا قتل خرج هاربا حتى دخل الكوفة ، فوقف على باب فإذا امرأة ، فلما نظرت إليه علمت أنه خائف ، قالت : ادخل ، فدخل فصعد عليّة لها ، فأقام أربعة أشهر تعدو وتروح عليه بمصلحته لا تسأله من هو ، ولا يسألها من هي ، قال : وهي تسمع الجعيلة فيه صباح مساء. فجعل فيه ديته وأهدر دمه. فقال لها : يا هذه ، قد طربت إلى أهلي ، قالت : فلا تعجل ، فلما كان الليل قالت له : إذا شئت فانزل ، فنزل فإذا راحلتان على أحداهما رحل وعلى الأخرى ذاملة وعبدان ، قالت : اركب ، هذا دليل وهذا رحال للعبدين ، فقال لها : من أنت؟ فو الله ما رأيت أكرم منك؟ قالت : أولا تعرفني؟ قال : لا والله ، قالت : أنا التي تقول فيها :
عاد له من كثيرة الطّرب ... الأبيات
ثم مضى حتى دخل المدينة فأتى أهله طروقا ، فلما أن دخل عليهم بكوا وقالوا : ما خرج الطلب من عندنا إلا بالامس ، فانج بنفسك. فقدم على عبد الله بن جعفر وقال : جئتك مستجيرا ، فركب إلى عبد الملك بن مروان فقال : حاجة يا أمير المؤمنين ، فقال : كل حاجة لك الا عبيد الله بن قيس ، قال : ما كنت أراك تحجر علىّ شيأ! قال : فكل حاجة لك مطلقة. قال : عبيد الله بن قيس ، تهب لي ذنوبه ، قال : قد فعلت ، ثم غدا عليه فأنشده القصيدة حتى انتهى الى قوله (٢) :
__________________
(١) الاغاني ٥ / ٦٩ ـ ٧٠ (الثقافة).
(٢) انظر الموشح ١٨٦ ـ ١٨٧ والكامل ٦٤٦ ـ ٦٤٧