وكان يقول : السَّلَب لحاء الشّجَر ، وبالمدينة سوقُ السَّلابين ، فذهب إلى أنّ الفاتل هو الذى يَفتِل السَّلَب. فسمعتُ علىّ بن إبراهيم القطان يقول : سمعت أبا العباس أحمد بن يحيى ثعلباً يقول : أخطأ ابنُ الأعرابىّ ، والصحيح ما قاله الأصمعىّ.
ومن الباب تسلّبَت المرأة ، مثل أحَدَّتْ. قال قوم : هذا من السُّلُب ، وهى الثياب السُّود. والذى يقرب هذا من الباب الأوّل [أنّ] ثيابَها مشبّهة بالسَّلَب ، الذى هو لِحاء الشجر. قال لبيد :
فى السُّلُب السُّود وفى الأمساحِ (١)
وقال بعضهم : الفرق بين الإحداد والتَّسلُّب ، أنّ الإحداد على الزّوج والتَّسلُّب قد يكون على غير الزّوج.
فأمّا قولهم فرس سَلِيبٌ ، فيقال إنَّه الطويل القوائم. وقال آخرون : هو الخفيف نَقل القوائم ؛ يقال رجل سليب اليدين بالطَّعن ، وثورٌ سليب القرن بالطَّعن. وهذا أجود القولَين وأقيسُهما ؛ لأنَّه يسلب الطّعنَ استلابا.
سلت السين واللام والتاء أصل واحد ، وهو جَلْفُ الشىء عن الشىء وقَشره. يقال سلتت المرأةُ خضابَها عن يدها. ومنه سَلَتَ فلانٌ أنفَ فلانٍ بالسيف سَلْتاً ، وذلك إذا أخذه كلَّه. والرّجُل أسْلَتُ. ويقال إنّ المرأة التى لا تتعهَّد الخضاب يقال لها السَّلْتَاء. ومن الباب السُّلْت : ضربٌ من الشعير لا يكاد [يكون] له قشر ، والعرب تسميّه العُرْيان.
سلج السين واللام والجيم أصلٌ يدل على الابتلاع. يقال سلج
__________________
(١) ديوان لبيد ٥٠ طبع ١٨٨١ ، واللسان (سلب).