سكت السين والكاف والتاء يدلُّ على خِلاف الكلام. تقول : سكت يَسْكُت سكوتاً ، ورجلٌ سِكِّيت. ورماه بسُكاتَةٍ ، أى بما أسكته. وسَكَت الغضبُ ، بمعنى سكن. والسُّكْتَةُ : ما أسكتَ به* الصبىّ. فأما السُّكيت (١) فإنه من الخيل العاشر عند جريها فى السّباق. ويمكن أن يكون سمِّى سُكَيتاً لأنَّ صاحبَه يسكت عن الافتخار ، كما يقال أجَرَّه كذا ، إذا منعه من الافتخار ، وكأنه جَرَّ لسانَه.
سكر السين والكاف والراء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على حَيرة. من ذلك السُّكْر من الشراب. يقال سَكِر سُكْراً ، ورجلٌ سِكِّير ، أى كثير السُّكْر. والتَّسْكير : التَّحيير فى قوله عزّ وجل : (لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا) وناس يقرءُونها سكرت مخفّفة (٢). قالوا : ومعناه سُحِرت. والسِّكْر : ما يُسكَر فيه الماء من الأرض. والسَّكْر : حَبْس الماء ، والماءُ إذا سُكِر تحيَّر وأمّا قولهم ليلة ساكرة ، فهى السَّاكنة التى [هى] طلقةٌ ، التى ليس فيها ما يؤذِى. قال أوس :
تُزادُ ليالِىَّ فى طُولِها |
|
فليست بطَلْقٍ ولا ساكِرهْ (٣) |
ويقال سَكَرت الرّيح ، أى سكَنت : والسَّكَر : الشَّراب. وحكى ناسٌ سكَره إذا خَنَقَه. فإنْ كان صحيحاً فهو من الباب. والبعير يُسَكِّر الآخر بذراعه حتى يكاد يقتلُه. قال:
__________________
(١) بضم السين وفتح الكاف مشددة ومخففة.
(٢) هى قراءة ابن كثير. انظر إتحاف فضلاء البشر ٢٧٤.
(٣) ديوان أوس بن حجر ١٠ والمجمل واللسان (سكر).