باب السين والكاف وما يثلثهما
سكم السين والكاف والميم ليس بشىء. على أنّ بعضهم ذكر أن السكم مقارَبة الخطو.
سكن السين والكاف والنون أصلٌ واحد مطّرد ، يدلُّ على خلاف الاضطراب والحركة. يقال سكَنَ الشّىءُ يسكُن سكوناً فهو ساكن. والسَّكْن : الأهل الذين يسكُنون الدّار. وفى الحديث : «حتَّى إنَّ الرُّمّانَة لَتُشْبِعُ السَّكْن». والسَّكَن : النار ، فى قول القائل :
قَدْ قُوِّمَتْ بسَكَنٍ وأَدْهانْ (١)
وإِنَّما سمّيت سَكَنا للمعنى الأوّل ، وهو أنَّ النّاظر إليها يَسْكُن ويَسْكن إِليها وإلى أهلها. ولذلك قالوا : «آنَسُ من نار». ويقولون : «هو أحسن من النّار فى عين المقرور». والسَّكَن : كلُّ ما سكنتَ إليه من محبوب. والسِّكِّين معروف ، قال بعضُ أهل اللغة : هو فِعِّيل لأنّه يسكّن حركةَ المذبوح به. ومن الباب السَّكينة ، وهو الوقار. وسُكان السفينة سمِّى لأنَّه يُسكّنها عن الاضطراب ، وهو عربىٌّ.
سكب السين والكاف والباء أصلٌ يدلُّ على صبّ الشىء. تقول : سكب الماء يسكبه. وفرسٌ سَكْبٌ ، أى ذرِيعٌ ، كأنه يسكُبُ عدْوَه سكبا ، وذلك كتسميتهم إيّاه بحراً.
__________________
(١) البيت فى وصف قناة ثقفها بالنار والذهن. اللسان (١٧ : ٧٥).