والقومُ قد قطعوا مِتَانَ السَّجسجِ (١)
ويقال ـ وهو من الباب ـ سَجَ الحائطَ بالطِّين ، إذا طلاه به وسوَّاه. وتلك الخشبة المِسَجَّة. والسَّجَاج : اللّبَن الرقيق الصافى (٢).
ومما يقرب من هذا الباب الكبشُ السّاجِسِىُّ ، وهو الكثير الصُّوف.
ومما شذّ عن الأصل قولُهم : لا أفعل ذلك سَجِيسَ اللّيالى ، وسَجيسَ الأوْجَسِ ، أى أبدًا. وماءٌ سَجِسَ (٣) ، أى متغيّر. والسَّجَّة : صنمٌ كان يُعبَد فى الجاهلية. وفى الحديث : «أخرِجُوا صدقاتِكم ؛ فإنَّ الله عزّ ذكرُه قد أراحكم من الجَبْهَة والسَّجَّة والبَجَّة (٤)». وتفسيره فى الحديث أنّها أسماءُ آلهة كانوا يعبدونها فى الجاهليَّة.
سح السين والحاء أصلٌ واحد يدلُّ على الصّبّ ، يقال سححت [الماءَ] أسُحُ سَحًّا. وسَحَابَةٌ سحوح ، أى صَبّابة. وشاةٌ ساحٌ ، أى سمينة ، كأنّها تَسُحّ الودكَ سَحًّا. وفرس مِسَحٌ ، أى سريعةٌ يشبه عدوُها انصبابَ المطر. ويقال سَحسح الشىءُ ، إذا سال. ويقال إن السحسحة هى السَّاحة (٥).
__________________
(١) للحارث بن حلزة اليشكرى ، كما فى اللسان (رجل ، متن ، سجج). وصدره :
أنى اهتديت وكنت غير رجيله
والبيت من قصيدة له فى المفضليات (٢ : ٥٥).
(٢) وقيل الذى ثلثه لبن وثلثاه ماء. وأنشد :
يربه محضا ويسقى عياله |
|
سجاجا كأقراب الثعالب أورقا |
(٣) بالتحريك وبفتح فكسر ، ويقال سجيس ، أيضا. على أن حق هذه الكلمات أن تكون فى مادة (سجس) ، لكن هكذا وردت فى الأصل والمجمل.
(٤) ورد الحديث فى مادة (بجج ، سجج ، جبه). وروى فى الموضع الأول : «من الشجة والبجة» وقد فسر بتفاسير أخر.
(٥) فى الأصل : «سمى الساحة». وفى المجمل : «ويقال إن السحسحة الساحة».