ذأب (١) الذال والهمزة والباء أصلٌ واحد يدلُّ على قِلّةِ استقرارٍ ، وألّا يكونَ للشّىء فى حركته جهةٌ واحدة. من ذلك الذِّئب ، سمِّى بذلك لتذَؤُّبِه من غير جهةٍ واحدة. ويقال ذُئِبَ الرّجُل ، إذا وقَع فى غنَمه [الذئب]. ويقال تذأَّبت الرِّيح : أتت من كل جانب. وأرض مَذْأَبَةٌ : كثيرة الذئاب. وذَؤُب الرّجُل ، إذا صار ذئباً خبيثاً. وجمع الذِّئب أذؤبٌ وذِئاب وذُؤبَانٌ (٢). ويقال تذاءبْتُ النّاقَة تذاؤْباً ، على تفاعلْتُ ، إذا ظأرتَها على ولدها فتَشَبَّهْتَ لها بالذئب ، ليكون أرْأَمَ لها عليه. وقال [قومٌ (٣)] : الإِذْآب : الفِرار. وأُنشِد :
إنّى إذا ما ليثُ قومٍ أذْأبا |
|
وسقَطَتْ نَخْوتُهُ وهَرَبا (٤) |
هذا أصل الباب ، ثمّ يشبَّه الشَّىءُ بالذِّئب. فالذِّئبة من القَتَب : ما تحت مُلْتَقى الحِنْوَين ، وهو يقع على المِنْسَج.
ذأم الذال والهمزة والميم أصلٌ يدلُّ على كراهَةٍ وعَيب. يقال أذْأمْتَنِى على كذا ، أى أكرَهْتَنى عليه. ويقولون ذأمْتُه ، أى حَقَرْتُه. والذّأم العَيب ، وهو مذءومٌ. فاما الذَّانُ بالنون ، فليس أصلاً ، لأنَّ النونَ فيه مبدلة من ميم. قال :
__________________
(١) كما ورد ترتيب هذه المادة فى نسخة الأصل ، وصواب وضعها فى آخر الباب بعد مادة (ذأى) كما ورد فى المجمل ، ولكى آثرت بقاء ترتيبها حفاظا على أرقام صفحات الأصل أن يحدث فيها اضطراب.
(٢) فى الأصل : «ذئبان» ، صوابه فى المجمل واللسان والقاموس والجمهرة.
(٣) التكملة من المجمل.
(٤) نسب الرجز فى اللسان إلى الدبيرى.