دسع الدال والسين والعين أصلٌ يدلُّ على الدَّفْع. يقال دسَعَ البعيرُ بِجِرَّتِه ، إذا دَفَع بها. والدَّسْع : خُروج الجِرَّة. والدَّسِيعة : كَرَمُ فِعْلِ الرّجل فى أموره. وفلانٌ ضَخْم الدَّسيعة ، يقال هى الجَفْنة ، ويقال المائدة. وأىَّ ذلك كانَ فهو من الدَّفْع والإعطاء.
ومنه حديثُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فى كتابه بينَ قريشٍ والأنصار : «إنّ المؤمنين أيديهم على من بَغَى عليهم (١) أو ابتغَى دَسيعةَ ظُلْم». فإنّه أراد الدّفْعَ أيضاً. يقول : ابتغى دفْعاً بظُلْم. وفى حديثٍ آخر : «يقول الله تعالى : يا ابنَ آدمَ ألَمْ أجعلْك تَرْبَعُ وَتَدْسَع». فقوله تَرْبَعُ ، أى تأخذ المِرباع ؛ وقوله تدسع ، أى تدفع وتُعِطى العطاءَ الجزيل.
دسق الدال والسين والقاف أُصَيلٌ يدلُّ على الامتلاء. يقال ملأت الحوضَ حَتَّى دَسِقَ ، أى امتلأَ حتى ساح ماؤُهْ. والدَّيْسق : الحوض الملآنُ. ويقال الدَّيْسَق : تَرَقْرُق السَّراب على الأرض.
باب الدال والعين وما يثلثهما
دعو الدال والعين والحرف المعتل أصلٌ واحد ، وهو أن تميل الشَّىءَ إليك بصوتٍ وكلامٍ يكون منك. تقول : دعوت أدعُو دعاءَ. وَالدَّعوة إلى الطَّعام بالفتح ، والدِّعوة فى النَّسب بالكسر. قال أبو عبيدة : يقال فى النَّسب دِعوة ، وفى الطعام دَعوة. هذا أكثرُ كلام العرب إلا عَدِىَّ الرِّباب ، فإنّهم
__________________
(١) فى الأصل : «اتقى عليهم» ، صوابه من اللسان.