خُبْنَةً (١)». ويقال إنّ الخُبْنَ من المَزَادة ما كان دون المِسْمَع. فأمّا قولهم خَبَنْت الرّجل ، مثلُ غبَنْته ، فيجوز أن يكون من الإبدال ، ويجوز أن يكون من أنّه إذا غَبنَه فقد اختبَنَ عنه من حَقِّه.
خبأ الخاء والباء والحرف المعتل والهمزة يدلُّ على سَتْرِ الشَّىء. فمن ذلك خبأْت الشىء أخَبَؤه خَبْأ. والخُبَأَةُ : الجارية تُخْبَأُ. ومن الباب الخِباء ؛ تقول أخبَيْتُ إخباءً ، وخَبَّيْتُ ، وتخبَّيْت ، كلُّ ذلك إذا اتخذْتَ خِباءَ.
باب الخاء والتاء وما يثلثهما
ختر الخاء والتاء والراء أصلٌ يدلُّ على تَوانٍ وفُتُورٍ. يقال تَخَتّرَ الرجلُ فى مِشيته ، وذلك أن يَمشى مِشْية الكَسْلان. ومن الباب الخَتْر ، وهو الغَدْر ، وذلك أنّه إذا خَتَر فقد قعَد عن الوفاء. والخَتَّار : الغَدَّار. قال الله تعالى : (وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلَّا كُلُ خَتَّارٍكَفُورٍ).
ختع الخاء والتاء والعين أصلٌ واحد يدلُّ على الهجوم والدُّخولِ فيما يَغِيب الداخلُ فيه. فيقولون خَتَعَ الرجل خُتُوعاً ، إذا ركب الظُّلْمة.
ومن الباب الخَيْتَعَة : قطعةٌ مِن أدَمٍ يلُفُّها الرَّامِى على يده عند الرَّمى.
ويُحمَل على ذلك ، فيقال للنَّمِرة الأنثى الخَتْعَة ؛ وذلك لجُرأتها وإقدامها. وقال العجّاجُ (٢) فى الدليل الذى ذكرناه :
__________________
(١) سبق فى مادة (ثبن) برواية : «ولا يتخذ ثبانا».
(٢) كذا. والصواب أنه «رؤبة». وقصيدة البيت فى ديوانه ٨٧ ـ ٩٣.