ويقال حَيَّنتُ الشاة ، إذا حَلَبْتَها مرة بعد مرة. ويقال حَيَّنْتُها جعلت لها حيناً. والتأفين : أن لا تجعل لها وقتاً تحلبُها فيه. قال المُخَبّل :
إذا أُفِنَتْ أُرْوَى عِيالَكَ أَفْنُها |
|
وإن حُيِّنَت أربَى على الوَطْبِ حِينُها (١) |
وقال الفراء : الحِين حِينانِ ، حينٌ لا يُوقَف على حدِّه ، وهو الأكثر ، وحينٌ ذكره الله تعالى : (تُؤْتِي أُكُلَها كُلَ حِينٍ). وهذا محدودٌ لأنه ستّة أشهر.
وأما المحمول على هذا فقولهم للهلاك حَيْن ، وهو من القياس ، لأنه إذا أَتَى فلا بد له من حينٍ ، فكأنه مسمَّى باسم المصدر.
باب الحاء والألف وما يثلثهما فى الثلاثى
اعلم أنّ الألِف فى هذا الباب لا يخلو أن يكون من واوٍ أو ياء. والكلمات التى تتفرع فى هذا الباب فهى مكتوبةٌ فى أبوابها ، وأكثرها فى الواو ، فلذلك تركنا ذِكرَها فى هذا الموضع. والله تعالى أعلم.
باب الحاء والباء وما يثلثهما
حبج الحاء والباء والجيم ليس عندى أصلا يعوّل عليه ولا يُفَرّع منه ، وما أدرى ما صحّة قولهم : حَبَجَ العَلَمُ بَدَا ، وحَبَجَت النارُ : بدَتْ بَغْتَةً. وحَبِجَت الإبل ، إذا أكلت العَرفَج فاشتكت بطونَها ، كلُّ ذلك قريبٌ فى الضَّعف بعضُه مِن بعض. وأما حَبَجَ بها ، فالجيم مبدلةٌ من قاف.
__________________
(١) البيت فى اللسان (١٦ : ١٥٨ ، ٢٩٢) ، وقد سبق بدون نسبة فى (أفن).