حبر الحاء والباء والراء أصلٌ واحد منقاسٌ مطّرد ، وهو الأثَرُ فى حُسْنِ وبَهاء فالحَبَار : الأثَر. قال الشاعر (١) يصف فرساً :
ولم يقلِّبْ أرضَها البَيْطارُ |
|
ولا لِحَبْليه بها حَبَارُ |
ثم يتشعَّب هذا فيُقال للذى يُكتَب به حِبرٌ ، وللذى يَكتُب بالحبر حِبرٌ وحَبرٌ ، وهو العالِم ، وجمعه أحبار. والحِبْرُ : الجمال والبهاء. ويقال ذو حَبْرٍ وسَبْرٍ. وفى الحديث : «يخرج من النار رجلٌ قد ذَهب حَبْرُه وسَبْرُه». وقال ابن أحمر :
لبِسْنا حِبْرَه حتى اقتُضِينا |
|
لأعمال وآجالٍ قُضِينا (٢) |
والمُحَبَّر : الشىء المزَيَّن. وكان يقال لطُفيلٍ الغنوىِ محبِّر ؛ لأنه كان يحبّر الشعر ويزيِّنه.
وقد يجىء فى غير الحُسْنِ أيضاً قياساً. فيقولون حَبِر الرجلُ ، إذا كان بجلده قروحٌ فبرِئتْ وبقيت لها آثار. والحِبْر (٣) : صُفرة تعلُو الأسنان. وثوبٌ حَبِيرٌ من الباب الأول : جديدٌ حَسَن. والحَبْرَةُ : الفرح. قال الله تعالى : (فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ) ويقال قِدْحٌ مُحبَّر، أجيد بَرْيُه. وأرضٌ محبارٌ : سريعة النبات. والحَبِير من السحاب : الكثير الماء.
ومما شذَّ عن الباب قولهم : ما فيه حَبَرْ بَرٌ ، أى شىء. والحُبَارَى : طائر ويقولون :«مات فلانٌ كَمَدَ الحُبارَى» وذلك أنها تُلِقى ريشَها مع إلقاء سائر* الطيرِ ريشَه ، ويُبطىء نباتُ ريشها فإذا طار الطير ولم تَقْدِر هى على الطَّيران ماتت كَمَداً. قال :
__________________
(١) الأولى أن يقول «الراحز» ، وهو حميد الأرقط ، كما فى اللسان (حبر). وانظر ما سيأتى فى «قلب».
(٢) البيت فى المجمل واللسان (حبر).
(٣) يقال بالفتح والكسر وبكسرتين.