الشيء يستدل عليه بنظيره ، لأن حكم الأمثال فيما يجوز وما لا يجوز واحد (١). فالنظائر شواهد. ومن تلك النظائر أيضاً :
شهادة البقاع للمتعبد عليها ، وبكاء السماء لموت المؤمن ، وتسبيح السبحة الحسينية بيد مسبحها ، واستغفار الكائنات لمعلم الخير ، ولطالب العلم. ونصّت عليها النصوص ، وخذ لبعضها منها مثالاً :
١ ـ « سأل أبو كهمس أبا عبد الله عليهالسلام فقال : يصلي الرجل نوافله في موضع أو يفرقها؟ قال : لا بل ههنا وههنا ، فإنها تشهد له يوم القيامة » (٢).
٢ ـ الصادقي الآخر : « صلوا من المساجد في بقاع مختلفة ؛ فإنّ كلّ بقعة تشهد للمصلّي عليها يوم القيامة » (٣).
٣ ـ النبوي : « يا أبا ذرّ ما من رجل يجعل جبهته في بقعة من بقاع الأرض إلا شهدت له بها يوم القيامة ، وما من منزل ينزله قوم إلاّ وأصبح ذلك المنزل يصلّي عليهم أو يلعنهم ، يا أبا ذرّ ما من صباح ولا رواح إلاّ وبقاع الأرض ينادي بعضها بعضاً يا جارة : هل مرّ بك اليوم ذاكر لله ، أو عبد وضع جبهته عليك ساجداً لله تعالى؟؟ فمن قائلة : لا ومن قائلة نعم ، فإذا قالت نعم اهتزّت وانشرحت وترى أنّ لها الفضل » (٤).
٤ ـ الكاظمي : « إذا مات المؤمن بكت عليه الملائكة ، وبقاع الأرض التي كان يعبد الله عليها ، وأبواب السماء التي كان يصعد أعماله فيها » (٥).
ومن تلك النظائر التي تشهد على إمكان نطق الكائنات بل على وقوعه بوضوح :
١ ـ قال الصفَّار : حدّثنا أحمد بن محمد ، عن الحسن بن السعيد ، عن
__________________
١ ـ مثل سائر على الألسن.
٢ ـ الوسائل ٣ | ٤٧٢.
٣ ـ الوسائل ٣ | ٤٧٤.
٤ ـ الوسائل ٣ | ٤٧٤.
٥ ـ الوسائل ٣ | ٤٧٣ ، وفيه مثله.