الهذلي ، فقال : يا رسول الله إني شيخ قد كبرت سنّي ، وضعفت قوّتي عن عمل كنت عوّدته نفسي ، من صلاة ، وصيام ، وحجّ ، وجهاد ، فعلّمني يا رسول الله كلاماً ينفعني الله به ، وخفّف عليّ يا رسول الله ، فقال : أعدها فأعادها ثلاث مرّات ، فقال رسول الله : ما حولك شجرة ولا مدرة إلا وقد بكت من رحمتك [ كذا ] ، فإذا صلّيت الصبح فقل عشر مرات : ( سبحان الله العظيم وبحمده ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم ) ، فإن الله عزّ وجلّ يعافيك بذلك من العمى ، والجنون ، والجذام ، والفقر. والهرم. فقال : يا رسول الله هذا للدنيا فما للآخرة؟ قال : تقول في دبر كل صلاة : ( اللهم اهدني من عندك وأفض عليّ من فضلك وانشر عليّ من رحمتك ، وأنزل عليّ من بركاتك ).
قال : فقبض عليهنّ بيده ، ثم مضى ، فقال رجل لابن عباس : ما أشدّ ما قبض خالك ـ من باب الاستهزاء ـ ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : اما إن وافى بها يوم القيامة لم يدعها متعمداً فتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء » (١).
والحديث صريح في حالة الكائنات من نبات أو جماد ، وأنها تبكي رحمة للشيخ المذكور ، والظاهر أنها لا تخص إنساناً خاصّاً.
وهكذا سور القرآن لمن كان من الناس يتلوها تخاطبه في المحشر وتسلّم عليه كسلامنا. ففي الصحيح عن يعقوب الأحمر قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : « جعلت فداك إنه أصابتني هموم وأشياء ، لم يبق شيء من الخير إلا وقد تفلّت منّي منه طائفة حتى القرآن لقد تفلت مني طائفة منه ، قال : ففزع عند ذلك حين ذكرت القرآن ، ثم قال : إن الرجل لينسى السورة من القرآن ، فتأتيه يوم القيامة حتى تُشرف عليه من درجة من بعض الدرجات ، فتقول : السلام عليك ، فيقول : وعليك السلام مَن أنت؟ فتقول : أنا سورة كذا وكذا ضيّعتني وتركتني ، أما لو تمسّكت بي بلغت بك هذه الدرجة ، ثم أشار بأصبعه ، ثم قال : عليكم بالقرآن فتعلموه ، فإن من
__________________
١ ـ الأربعين ١٩٩ ـ ٢٠٠ ، الحديث الثاني والثلاثون ، وللبهائي طاب ثراه حوله شرح يجدر الرجوع إليه.