قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

السّلام في القرآن والحديث

السّلام في القرآن والحديث

السّلام في القرآن والحديث

المؤلف :الشيخ محمد الغروي

الموضوع :الحديث وعلومه

الناشر :دار الأضواء

الصفحات :319

تحمیل

السّلام في القرآن والحديث

234/319
*

الناس من يتعلم القرآن ليقال : فلان قارئ ، ومنهم من يتعلمه فيطلب به الصوت فيقال : فلان حسن الصوت ، وليس في ذلك خير. ومنهم من يتعلمه فيقوم به ليله ونهاره لا يبالي من علم ذلك ومن لم يعلمه » (١).

بـيـان :

لعلك تقول : سلام سور القرآن معناه : نطقها الذاتي وبطابعها القرآني كقوله تعالى : ( هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق ) (٢). وكل شيء بهذا التفسير كذلك ، وهي دلالة الذاتية على وجود صانعه ، وعليه فسلام السور القرآنية سلام طابعي ذاتي ، لا سلام التحية القولية.

والجواب عنه وعمّا يضاهيه :

أن باب التأويل مفتوح إذا استحال ذلك في العقول ، يعني أن العقل لا يرى سلام الكائنات القولي من المحال ، وأن فيه من المحذور العقلي ، ومن المعلوم أن لا استحالة في سلامها ولا كلامها ولا بكائها ، ولا يلزم من ذلك محذور أبداً ، لا عقلاً ولا شرعاً ، بل جاء في القرآن صريحاً أن السماء والأرض وكل شيء له نطق قد سبقت الآي المصرحة بذلك هذا من حيث الإمكان ، بل حتى الوقوع من هذا النوع ، وإن بقي في المقام تساؤل وهو ما معنى سلام السورة ، أو الركن الغربي ، أو الحجر ، والمدر ، والشجر ، بل وكل شيء ،وهل سلام ذلك كله كسلامنا؟ أو المراد به الأنقياد لأمر الله تعالى ، والخضوع الذاتي المشار إليه آنفاً؟.

وتقدم الجواب عن هذا السؤال قريباً ، ويأتي بيانه أيضاً بشكل آخر وهو أنه لا بد من العلقة الذاتية والسنخية مع الأشياء حتى يعرف لغتها الخاصة بها ، كما وقد سبق أنهم عليهم‌السلام لهم المعرفة والارتباط بالكائنات جميعاً ، وهم الذين يسمعون ويسمّعون الآخرين من تكلم كل شيء ، حتى النطق والتحية ، ويشهد بذلك تكلم الأسد مع الإمام الكاظم عليه‌السلام ، وجوابه ، روحي فداه ، له.

__________________

١ ـ أصول الكافي ٢ | ٦٠٨ ـ ٦٠٩.

٢ ـ الجاثية : ٢٩.