وهل السلام على الدنيا والآخرة ، أو الآثار والرسوم ، أو على عرصة الوادي أو خير المنازل ، أو أرض الغري أو غيرها ، لأجل أهلها الحالّين فيها ، ولو في حين من الأحيان ، فشرّفت لكرامتهم بالسلام ، وليست هي منها في شيءٍ؟.
أو يقال إنّ للكائنات كرامتها ؛ لأنّها من دلائل الصنع ، وآيات التوحيد ، فالسماء بسمكها وشمسها ، بضيائها وقمرها ، بنورها وكواكبها ، وأجوائها وأمطارها وطيورها ، وكلّ شيءٍ ممّا خلق الله فيه ، والأرض ورواسيها ، وبحارها ، وأشجاراها ، وترابها ، وما يدب عليها وبينها ، جديرة بالسلام. أو ما سمعت من الإمام السجاد عليهالسلام سلامه على شهر رمضان (١)؟ وهل سلامه عليه سلام على فاقد الشعور؟ أو أنّه العالم به دوننا؟ أو ليس يحسن السلام على ما يصح الخطاب معه؟ وقد كان من دعائه عليهالسلام إذا نظر إلى الهلال :
« أيّها الخلق المطيع الدائب السريع المتردد في منازل التقدير ، المتصرّف في فلك التدبير ، آمنت بمن نوّر بك الظُلَم ، وأوضح بك البُهَمَ وَجَعَلَكَ آية من آيات ملكه ، وعلامة من علامات سلطانه .. » (٢).
وفي صحيح سيف التمّار قال : « قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : أتيت الحجر الأسود فوجدت عليه زحاماً ، فلم ألقَ إلاّ رجلاً من أصحابنا فسألته. فقال : لا بدّ من استلامه ، فقال : إن وجدته خالياً وإلاّ فسلّم من بعيد » (٣).
بيـان :
قال صاحب الجواهر عند تفسيرالاستلام : وعن الأزهري : أنه افتعال
__________________
١ ـ في غضون سلام الوداع.
٢ ـ الدعاء الثالث والأربعون من الصحيفة السجادية ٢٢٢. ومنه ما قال الشاعر متحسّراً :
ذهب الصبا وتولت
الأيام |
|
فعلى الصبا وعلى
الزمان سلام |
جواهر البلاغة ٣٣٢.
٣ ـ الوسائل ٩ | ٤١٠ ، الباب ١٦ من الطواف ، الحديث ٤.