على نفسه في هذه المواطن الثلاثة كعيسى ، خاصّ بهم عليهمالسلام ، أو يعمّ الأوصياء ، والخلّص من المؤمنين ، وكلّ من ينبغي التسليم عليه؟.
الجـواب :
أنّه عامّ ، وإنما خص يحيى وعيسى بالذكر للملابسات التي كانت لهما ، يعرف ذلك من درس حياتهما عليهماالسلام ، والدليل على عموم السلام قوله تعالى : ( قيل يا نوح اهبط بسلام منّا وبركات عليك وعلى أمم ممّن معك ... ) (١).
والسلام بأي معنى كان يعمّ الذين ممّن مع نوح من المؤمنين به ، وبنفس الدليل شامل لغيرهم ، ممّن يأتي من بعد نوح إلى يوم القيامة ، والعقل السليم يسوّغ التسليم المذكور أيضاً.
ثم إن في القرآن الكريم خمس آيات نوّهت باسم يحيى وهي :
( إنّ الله يبشّرك بيحيى مصدّقاً بكلمة من الله وسيّداً وحصوراً ) (٢).
( وزكريّا ويحيى وإلياس كلٌّ من الصالحين ) (٣).
( يا زكريّا إنّا نبشّرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميّاً ) (٤).
( يايحيى خذ الكتاب بقوّة وءاتيناه الحكم صبيّاً ) (٥).
( فَاستَجَبنا لَه وَوَهَبْنا له يَحيى وَأَصلَحنا له زَوجَهُ ) (٦).
وهذه من فضائله الّتي صرّحت فيها ، وهي تستدعي السلام عليه من الله تعالى في الحالات كلّها ، ومنها المواطن الثلاثة ، ومعناه سلامته ،
__________________
١ ـ هود : ٤٨.
٢ ـ آل عمران : ٣٩.
٣ ـ الأنعام : ٨٥.
٤ ـ مريم : ٧.
٥ ـ مريم : ١٢.
٦ ـ الأنبياء : ٩٠.