ومعافاته عن كلّ ما يلحقها من نقمات وعذاب.
وأمّا عيسى فقد تناوله القرآن الكريم في خمسة وعشرين موضعاً نذكر منها خمس آيات وهي :
( وءاتينا عيسى ابن مريم البينات وأيّدناه بروح القدس ) (١).
( إنّ الله يبشّرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم ) (٢).
( إنّما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم ) (٣).
( ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون ) (٤).
( وقفينا بعيسى ابن مريم وءاتيناه الإنجيل ) (٥).
لهذه الخصائص وغيرها ، ممّا جاء فيه في بقيّة الآيات ، اقتضى تسليمه على نفسه ، ولعلّ الوجه في ذلك أنّه من الأنبياء الذين ليس كمثل يحيى في درجتهم ، وإن كان هو منهم ، كما صرّح في الآي المتقدّمة الذكر. وكيف كان فالسلام عليهما من الله ، أو من نفسهما من المكرمات التي خصّهما الله تعالى بها ، وليس معنى ذلك أنّ سواهما من نبيّ ، أو وصيّ ، أو مؤمن مرضيّ عند الله عزّ وجلّ ، ليس له من السلام في المواطن الثلاثة نصيب ، خاصّة السلام بمعنى الأمان من العذاب ، وقد قال تعالى : ( إنّ المتّقين في مقام أمين ) (٦).
والأمن والأمان لا ينفكّ عن كلّ متَّقٍ ، فضلاً عن الأنبياء والأوصياء عليهمالسلام ، ومنها زيارة الإمام الحسين عليهالسلام في صحيح بيّاع السابري ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام وهو يقول : مَن أتى قبر الحسين عليهالسلام كتب الله له حجّة ، وعمرة ، وعمرة ، وحجّة ، قال :
__________________
١ ـ البقرة : ٨٧.
٢ ـ آل عمران : ٤٥.
٣ ـ النساء : ١٧١ :
٤ ـ مريم : ٣٤.
٥ ـ الحديد : ٢٧.
٦ ـ الدخان : ٥١.