باب الجيم والراء وما يثلثهما
جرز الجيم والراء والزاء أصلٌ واحد ، وهو القطْع. يقال جَرَزْتُ الشئَ قطعتُه. وسيفٌ جُرَاز أى قَطّاع. وأرْضٌ جُرُزٌ لا نَبْت بها ، كأنَّه قُطِع عنها. قال الكسائى* والأصمعىّ : أرضٌ مجروزة من الجرز ، وهى التى لم يُصِبْها المطر ، ويقال هى التى أُكل نباتُها. والجَرُوزُ : الرّجُل الذى إذا أكل لم يترُكْ على المائدةِ شيئاً ، وكذلك المرأةُ الْجَرُوزُ ، والنّاقةُ. قال :
* تَرَى العَجُوزَ خَبَّةً حَرُوزَا*
والعرب تقول فى أمثالها : «لن ترضى شانِئةٌ إلّا بجَرْزة (١)» ، أى إنّها مِن شِدّة بَغضائها وحسَدها لا ترضى للذين تُبغِضُهم إِلّا بالاستئصال. والجارز : الشديد من السُّعال ، وذلك أنَّه يقطَع الحَلْق. قال الشمّاخ :
* لها بالرُّغامَى والخياشيمِ جارزُ (٢) *
ويقال أرض جارِزةٌ : يابسة غليظة يكتنفها رَمْل. وامرأةٌ جارِزٌ عاقر. فأمّا قولهم ذو جَرَزٍ إِذا كان غليظاً صُلْباً ، وكذلك البعيرُ ، فهو عندى محمولٌ على الأرض الجارزة الغليظة. وقد مضى ذِكرُها.
__________________
(١) الشانئة : المبغضة. وفى الأصل : «شائبة» ، صوابها فى المجمل واللسان (جرز ١٨٢) وفى اللسان : «لم ترض».
(٢) أراد بالرغامى الرئة. وصدره فى الديوان ٥١ ، واللسان (جرز).
يحشرجها طورا وطورا كأنها