بلح الباء واللام والحاء أصلٌ واحد ، وهو فُتورٌ فى الشَّئ وإعياءٌ وقِلَّةُ إحكام ، وإِليه ترجع فُروعُ البابِ كلِّه. فالبَلَح الخَلَالُ ، واحدته بَلَحة ، وهو حَمْل النّخل مادام أخضَرَ صِغاراً كحِصْرِم العِنَب. قال أبو خيرة : ثَمَرَةُ السَّلَم تسمَّى البَلَحَ ما دامت (١) لم تَنْفتق ، فإذا انفَتَقَتْ فهى البَرَمَة. أبو عبيدة : أبْلَحَت النَّخلة إذا أخرجَتْ بَلَحَها. قال أبو حاتم : يقال للثَّرى إذا يَبِس ـ وهو التّراب النَّدِىّ ـ قد بَلَحَ بلُوحاً. وأنشد :
حَتَّى إذا العودُ اشتهى الصَّبُوحا |
|
وبَلَحَ التُّرْبُ له بُلُوحا |
ومن هذا الباب بَلَحَ الرَّجُلُ إذا انقَطَعَ من الإعياء فلم يَقْدِرْ على التحرُّك.
قال الأعشى :
وإذا حُمّل ثِقْلاً بعضُهُمْ |
|
واشْتَكَى الأوْصَالَ مِنه وبَلَحْ (٢) |
وقال آخر (٣) :
ألَا بَلَحَتْ خَفَارَةُ آلِ لَأْىٍ |
|
فلا شَاةً تَرُدُّ ولا بَعِيرا |
قال الشيبانىُّ : يقال بَلَحَ إذا جَحَدَ. قال قُطرب : بَلَحَ الماءِ قلّ ، وبَلَحَت الركيّة. قال :
ما لَكَ لا تَجُمُّ يا مُضَبَّحُ |
|
قد كنتَ تَنْمِي والرَّكِىُ بُلَّحُ |
ويقال بَلَحَ الزَّنْدُ إذا لم يُورِ. قال العامرىّ : يقال بَلَحَتْ عَلَىَّ راحلتى ، إذا كَلَّتْ ولم تشايِعْنى. ويقال بَلَحَ البَعيرُ وبَلَحَ الرّجلُ إذا لم يكن عنده شَئ. قال :
__________________
(١) فى الأصل : «ما دام».
(٢) البيت فى ديوانه ١٦٠. وعجزه فى اللسان (٣ : ٢٢٨). ورواية الديوان :
وإذا حمل عبثا بعضهم |
|
فاشتكى الأوصال منه وأنح |
(٣) هو بشر بن أبى خازم ، كما فى اللسان (٣ : ٢٣٨).