فَكُنْ لي يا وَليَّ اللهِ سَكَناً وَشَفيعاً (١) ، وَكُنْ بي رَحِيماً ، وَكُنْ لي مَنْجاً (٢) يَومَ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ [عِنْدَه] إلاّ لمن ارْتَضى ، يَوْمَ لا تَنْفَعُ شَفاعَةُ الشّافِعينَ ، وَيَومَ يَقُولُ أهْلُ الضَّلالَةِ : « مَا لَنَا مِنْ شافِعينَ * وَلا صَدِيقٍ حَمِيم (٣) » ، فَكُنْ يَومَئِذٍ في مَقامي بَين يَدَي رَبِّي لي مُنْقِذاً ، فَقَدْ عَظُمَ جُرْمي إذَا ارْتَعَدَت فرائِصي ، وَاُخِذَ بِسَمْعي ، وَأنَا مُنَكِّسٌ رَأْسي (٤) بِما قَدَّمْتُ مِنْ سُوءِ عَمَلي ، وَأنا عارٍ كما وَلَدَتْني اُمِّي ، وَرَبّي يَسْأَلُني فَكُنْ لي يَومَئِذٍ شافِعاً (٥) وَمُنْقِذاً ، فَقَدْ أعْدَدْتُكَ لِيَومِ حاجَتي وَيَومِ فَقْري وَفاقَتي ».
ثمَّ ضَعْ خَدَّك الأيسر على القبر وتقول :
« اللّهُمَّ ارْحَمْ تَضَرُّعي في تُرابِ قَبْرِ ابْنِ نَبيِّكَ ، فَإنّي في مَوضِعِ رَحْمَةٍ يا رَبِّ ».
وتقول :
« بأبي أنْتَ وَاُمِّي يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، إنّي أبْرَءُ إلَى اللهِ مِنْ قاتِلِكَ وَمِنْ سالِبِكَ ، يا لَيْتَني كُنْتُ مَعَكَ ، فَأَفُوزَ فَوزاَ عَظيماً ، وَأَبْذُلَ مُهْجَتي فِيكَ ، وَأقيَكَ بِنَفْسي ، وَكُنْتُ فيمَن أقامَ بَين يَدَيْكَ حَتّى يُسْفَكَ دَمي مَعَكَ ، فَأَظْفُرَ مَعَكَ بِالسَّعادَةِ وَالْفَوزِ بِالْجنَّةِ ».
وتقول : « لَعَنَ اللهُ مَنْ رَماكَ ، لَعَنَ الله مَنْ طَعَنَكَ ، لَعَنَ اللهُ مَنِ اجْتَزَّ رَأْسَكَ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ حَمَلَ رَأْسَكَ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ نَكَتَ بِقَضيبِهِ بَين ثَناياكَ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ أبْكى
__________________
١ ـ قوله : « صمدت » أي قصدت ، وفي بعض النّسخ : « عمدت » بمعناه. وقوله : « فكن لي يا سيّدي سكناً » عدل الخطابَ عن الله تعالى إلى الإمام عليه السلام ، والسَّكَن ـ بالتّحريك ـ : ما يسكن إليه ، والرّحمة والبركة. ( البحار )
٢ ـ المنجى : مكان النّجاة ، وفي بعض النّسخ ـ بالحاء لمهملة ـ : « منحاً ».
٣ ـ الشّعراء : ١٠٠ و ١٠١ ، وفي المصحف : « فما لنا ـ الآية ». والمعنى : ما لنا مِن شفيع مِن الأباعد ولا صِديق مِن الاُقارب ، وذلك حين يشفع الملائكة والنّبيّون والمؤمنون ، وفي الخبر المأثور عن جابر بن عبدالله قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : إنّ الرّجل يقول في الجنّة : ما فعل صديقي فلانٌ ـ وصديقه في الجحيم ـ؟! فيقول الله تعالى : أخرجوا له صديقَه إلى الجنّة ، فيقول مَن بقي في النّار : « فما لنا من شافعين ولا صديق حميم ». ( المجمع )
٤ ـ نكّسه تنكيساً بمعنى نكسه ، ونكس رأسه : طأطأه من ذُلٍّ.
٥ ـ في بعض النّسخ : « شفيعاً ».