ثمَّ كبّر سبع تكبيرات ، ثمَّ امْشِ قليلاً واستقبل القبر ، ثمَّ قل :
« الحَمْدُ لله الَّذي لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ في المُلْكِ ، خَلَقَ كُلَّ شَيءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْديراً ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللهِ ما اُمِرْتَ بِهِ وَوَفَيْتَ بِعَهْدِ اللهِ ، وَتَمَّتْ بِكَ كَلِماتُهُ ، وَجاهَدْتَ في سَبيلِهِ حَتّى أتاكَ اليَقينُ ، لَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ ، وَاُمَّةً خَذَلَتْكَ ، وَلَعَنَ الله اُمَّةً خَذَّلَتْ عَنْكَ ، اللّهُمَّ إنّي أشْهَدُ بالْولايَةِ لِمَنْ والَيْتَ وَوالَتْ رُسُلُكَ ، وَأشْهَدُ بِالبَراءةِ مِمَّنْ بَرِئْتَ مِنْهُ وَبَرِئَتْ مِنْهُ رُسُلُكَ ، اللّهُمَّ الْعَنِ الَّذين كَذَّبُوا رَسُولَكَ ، وَهَدَمُوا كَعْبَتَكَ ، وَحَرَّفُوا كِتابَكَ ، وَسَفَكُوا دِماءَ أهْلِ بَيْتِ نَبيِّكَ ، وَأفْسَدُوا عِبادَكَ وَاسْتَذَلُّوهُمْ ، اللّهُمَّ ضاعِف لَهُمُ اللَّعنَةَ فيما جَرَت به سَنَّتُكَ في بَرَّكَ وَبَحرِكَ ، اللّهُمَّ العَنهُم في سَمائِكَ وأَرضِكَ اللّهُمَّ وَاجْعَلْ لي لِسانَ صِدْقٍ في أوليائِكَ ، وَحَبِّبْ إليَّ مَشاهِدَهُمْ ، حَتّى تُلْحِقَني بِهِمْ ، وَتَجْعَلَهُمْ لي فَرَطاً وَتَجْعَلَني لَهُم تَبَعاً في الدُّنيا والآخرة ».
ثمَّ امش قَليلاً ، فَكبّر سَبعاً ، وَهَلِّل سَبعاً ، واحْمِدِ اللهَ سَبعاً ، وسبِّحِ الله تعالى سَبعاً ، وأجِبْه سَبعاً [و] تقول :
« لَبَّيْكَ داعِيَ الله [لَبَّيْكَ داعِيَ الله] ، إنْ كانَ لَمْ يَجِبْكَ بَدَني فَقَدْ أجابَكَ قَلْبي وَشَعْري وَبَشَري وَرَأْيي وَهَوايَ عَلَى التَّسْليمِ لَخَلَفِ النَّبيِّ المُرْسَلِ ، وَالسِّبْطِ المُنْتَجَبِ ، وَالدَّلِيلِ العالِمِ ، وَالأمَينِ المُسْتَخْزَنِ ، وَالمَرْضيِّ البَلِيغ (١) وَالمظْلُوم المُهْتَضَمِ ، جِئْتُ انْقِطاعاً إلَيْكَ وَإلى وَلَدِكَ وَوَلَدِ وَلَدِكَ ، الخَلَف مِنْ بَعْدِكَ عَلى بَرَكَةِ الحَقِّ ، فَقَلْبي لكُمْ مُسَلِّمٌ ، وَأمْري لَكُمْ مُتَّبِعٌ ، وَنُصْرَتي لَكُم مُعَدَّةٌ ، حَتّى يَحكُمَ الله وَهُوَ خَيرٌ الحاكِمينَ لِدِيني (٢) وَيَبْعَثكُم ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ ، إنّي مِنَ المؤمِنينَ بِرَجْعَتِكُمْ ، لا اُنكِرُ لله قُدْرَةً وَلا اُكَذِّبُ لَهُ مَشِيَّةً ، وَلا أزْعَمُ أنَّ ما شاءَ لا يَكونُ ».
ثمّ امش حتّى تنتهي إلى القبر وقل ـ وأنت قائمٌ ـ :
« سُبْحانَ الله ، يُسَبِّحُ لله ذي الْمُلْكِ وَالْمَلَكُوتِ وَيُقَدِّسُ بأسْمائِهِ جَميعُ
__________________
١ ـ في بعض النّسخ : « الوصي المبلّغ » ، وفي البحار : « والموصّي البليغ ».
٢ ـ في البحار : « لدينه ».