أنّه منزوع الخافض ، لا على الظرف كما يتوهّم.
قال في مجمل اللغة : الأوّل ابتداء الشيء. (١) وربّما يستعمل بمعنى آخر وينصرف أيضاً ، كما تقول : أنعمت عليّ أوّلاً وآخراً. أي : قديماً وحديثاً ، وكذلك أفعل الصفة إذ جرّد عن الوصفيّة ، وجعل علماً شخصيّاً مثلاً ، كان ممتنع الصرف.
ثمّ إذا نكّر وانسلخ عن العلميّة انصرف ، ونوّن على النصب أو الرفع أو الجرّ ، تقول : رأيت أحمداً من الأحمدين ، وجاءني أحمد من الأحمدين ومررت بأحمد من الأحمدين.
وإذا تحقّقت ما تلوناه عليك استبان لك مغزى قول المغرب : فعلت هذا عاماً أوّل على الوصف. وعام الأوّل على الإضافة. وأيّ رجل دخل أوّل فله كذا ، مبنيّ على الضّمّ ، كما في من قبل ومن بعد ، ومعناه دخل أوّل كلّ أحد ، وقبل كلّ أحد ، وموضعه باب الواو. انتهى.
وكذلك قول المفردات والفائق وغيرهما : ويستعمل أوّل ظرفاً فيبنى على الضمّ ، نحو جئتك أوّل ، ويقول : بمعنى قديم نحو جئتك أوّلاً وآخراً ، أي : قديماً وحديثاً. انتهى. (٢)
وفي أساس البلاغة : جمل أوّل وناقة أوّلة إذا تقدّما الإبل. (٣)
وفي الصحاح : إذا جعلته صفة لم تصرفه ، تقول : لقيته عاماً أوّل. وإذا لم تجعله صفة صرفته ، تقول : لقيته عاماً أوّلاً. قال ابن السكّيت : ولا تقل عام الأوّل ، وتقول : ما رأيته مذ عام أوّل ، فمن رفع الأوّل جعله صفة لعام ، كأنّه قال : أوّل من عامنا. ومن نصبه جعله كالظرف ، كأنّه قال : مذ عام قبل عامنا ، وإذا ضممته على الغاية ، كقولك فعلته قبل. وإن أظهرت المحذوف نصبت فقلت : أبدأ به فعلك ، كما تقول قبل فعلك. انتهى. (٤)
وفي القاموس أيضاً مثله. (٥)
ثمّ فاضل تفتازان مشى في هذا الممشى ، وبنى على هذا الأساس في كتاب التلويح وفي حاشية الكشّاف ، لكنّه غبّب في الفحص تغبيباً ، وفرّط في التأويل تفريطاً ، إذ نقل قول
__________________
١. مجمل اللغة : ١ / ١٠٧.
٢. مفردات الراغب : ٣١.
٣. أساس البلاغة : ٢٥.
٤. الصحاح : ٥ / ١٨٣٨.
٥. القاموس : ٤ / ٦٢.