قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

شرح الصحيفة الكاملة السجّاديّة

شرح الصحيفة الكاملة السجّاديّة

شرح الصحيفة الكاملة السجّاديّة

تحمیل

شرح الصحيفة الكاملة السجّاديّة

355/440
*

وإذ قد استبان لك أنّه يفصل بين المظلم والمنير من جرم القمر دائرة على جرمه هي عظيمة بحسب الحسّ ، وقريبة من العظيمة بحسب الحقيقة.

وقد بيّن اقليدس في كتاب المناظر : أن ما بين العينين إذا كان أصغر قطر الكرة ، كان المرئيّ من الكرة أصغر من نصفها. فإذن يكون الواقع من القمر في مخروط شعاع البصر أصغر من نصفها. ويفصل بين المبصر منه عند الناظرين ، وبين ما لا يصل إليه نور البصر على جرمه ، هي أيضاً بحسب الحسّ ، وقريبة من العظيمة بحسب الحقيقة ، فالدائرتان تتطابقان تحقيقاً أو تقريباً في الإجتماع ، ويكون المبصر من القمر إذن النصف المظلم ، وتلك الحالة هي المحاقّ ، فيكون وجه قطعته الكبيرة المنيرة إلى الشمس ، ووجه قطعته الصغيرة المظلمة إلينا وفي الإستقبال أيضاً تتطابقان ، ويكون المبصر منه النصف ، وهذا هو البدر.

فيكون إذن وجه قطعته الكبرى المنيرة إلينا وإلى الشمس جميعاً ووجه قطعته الصغرى المظلمة إلى خلاف هذه الجهة ، وفي سائر الأوضاع يتقاطعان ، أمّا في التربيعين فعلى زوايا قوائم تقريباً ، ويكون الربع الذي يلي الشمس من النصف الذي يلينا مضيئاً ، وفي غيرهما على زوايا حوادّ ومنفررجات.

والذي يلي الشمس في الربعين الأوّل والأخير ، أي : قبل التربيع الأوّل وبعد التربيع الثاني ، هو القسم الذي يلي الزواية الحادّة ، فيكون هلالي الشكل ، وفي الربعين الأخيرين هو القسم الذي يلي الزاوية المنفرجة ، فيكون اهليلجي الشكل فيهما ، ذلك تقدير العزيز العليم ، فليتدبّر.

(١٠) قوله عليه السلام : والطلوع والاُفول

الأظهر أن يعني بالاُفول والطلوع هنا استتار المضيء من جرم القمر عن أبصار الناظرين تحت شعاع الشمس في المحاقّ ، وخروجه من تحت الشعاع يسيراً للإهلال إلى التربيع ، ثمّ إلى الاستقبال ، ثمّ الأخذ في الانتقاص بالاستتار شيئاً فشيئاً إلى التربيع الثاني ، ثمّ إلى الإجتماع في المحاقّ على ما قد عرفت ، فيكون أحد نصفي الشهر زمان الطلوع ،