قائمة الکتاب
43 دعائه عليه السلام إذا نظر إلى الهلال
٣٣٥
إعدادات
شرح الصحيفة الكاملة السجّاديّة
شرح الصحيفة الكاملة السجّاديّة
المؤلف :السيّد محمّد باقر المشتهر بمحقّق الداماد
الموضوع :العرفان والأدعية والزيارات
الناشر :بهار قلوب
الصفحات :440
تحمیل
وإذ قد استبان لك أنّه يفصل بين المظلم والمنير من جرم القمر دائرة على جرمه هي عظيمة بحسب الحسّ ، وقريبة من العظيمة بحسب الحقيقة.
وقد بيّن اقليدس في كتاب المناظر : أن ما بين العينين إذا كان أصغر قطر الكرة ، كان المرئيّ من الكرة أصغر من نصفها. فإذن يكون الواقع من القمر في مخروط شعاع البصر أصغر من نصفها. ويفصل بين المبصر منه عند الناظرين ، وبين ما لا يصل إليه نور البصر على جرمه ، هي أيضاً بحسب الحسّ ، وقريبة من العظيمة بحسب الحقيقة ، فالدائرتان تتطابقان تحقيقاً أو تقريباً في الإجتماع ، ويكون المبصر من القمر إذن النصف المظلم ، وتلك الحالة هي المحاقّ ، فيكون وجه قطعته الكبيرة المنيرة إلى الشمس ، ووجه قطعته الصغيرة المظلمة إلينا وفي الإستقبال أيضاً تتطابقان ، ويكون المبصر منه النصف ، وهذا هو البدر.
فيكون إذن وجه قطعته الكبرى المنيرة إلينا وإلى الشمس جميعاً ووجه قطعته الصغرى المظلمة إلى خلاف هذه الجهة ، وفي سائر الأوضاع يتقاطعان ، أمّا في التربيعين فعلى زوايا قوائم تقريباً ، ويكون الربع الذي يلي الشمس من النصف الذي يلينا مضيئاً ، وفي غيرهما على زوايا حوادّ ومنفررجات.
والذي يلي الشمس في الربعين الأوّل والأخير ، أي : قبل التربيع الأوّل وبعد التربيع الثاني ، هو القسم الذي يلي الزواية الحادّة ، فيكون هلالي الشكل ، وفي الربعين الأخيرين هو القسم الذي يلي الزاوية المنفرجة ، فيكون اهليلجي الشكل فيهما ، ذلك تقدير العزيز العليم ، فليتدبّر.
(١٠) قوله عليه السلام : والطلوع والاُفول
الأظهر أن يعني بالاُفول والطلوع هنا استتار المضيء من جرم القمر عن أبصار الناظرين تحت شعاع الشمس في المحاقّ ، وخروجه من تحت الشعاع يسيراً للإهلال إلى التربيع ، ثمّ إلى الاستقبال ، ثمّ الأخذ في الانتقاص بالاستتار شيئاً فشيئاً إلى التربيع الثاني ، ثمّ إلى الإجتماع في المحاقّ على ما قد عرفت ، فيكون أحد نصفي الشهر زمان الطلوع ،