يستر الآثام ، ويعامل الآثمين بالرحمة ، كأنّهم لم يقاربوا خطيئة ولم يلمّوا لمماً.
فممّا أوجبته غفوريّته أنّه قد أظهر الجميل وستر القبيح ، والمعاصي والآثام من جملة المعائب والمقابح التي أسبل ستره عليها في الدنيا والآخرة ، فجعل المسخبثات الجسديّة والمستقبحات البدنيّة مستورة عن أعين الناظرين ، مغطّاة بجمال الظاهر ، وأكنّ الخواطر المذمومة ، والوساوس الملوم عليها في سرّ القلب وفي كنانة الضمير.
ثمّ إنّه يغفر في النشأة الآخرة لمن مات وهو مؤمن من ذنوبه التي يستحقّ بها الفضيحة على ملأ الخلق والعقوبة على رؤوس الأشهاد ، ويبدّل بفضله سيّئاته حسنات.