وراحَ الشيء يَرَاحُهُ ويَرِيحُه ، إذا وَجَدَ رِيحَه. وقال الشاعر (١).
ومَاءٍ وَرَدْتُ على زَوْرَةٍ |
|
كَمَشْىِ السَبَنْتَى يَرَاحُ الشَفِيفَا |
ومنه الحديث : «من قَتَلَ نَفْساً مُعَاهَدَةً لم يَرَحْ رائِحَةَ الجَنَّة». جعله أبو عُبَيْد من رَحْتُ الشيء أَرَاحَهُ. وكان أبو عمرو يقول : «لم يَرِحْ» ، يجعله من رَاحَ الشيء يَرِيحُهُ. والكِسائىّ يقول : «لم يُرَحْ» يجعله من أَرَحْتُ الشيء فأنا أرِيحُهُ.
والمعنى واحد. وقال الأصمعىّ : لا أَدْرِى هو من رِحْتُ أو من أَرَحْتُ.
وقولهم : «ما لهُ سَارِحَةٌ ولا رَائِحَةٌ» ، أى شيء.
ورَاحَتِ الإِبلُ. وأَرَحْتُهَا أنا ، اذا رَدَدْتَهَا الى المُرَاح. وقول الشاعر (٢) :
عَالَيْتُ أَنْسَاعِى وجِلْبَ الكُورِ |
|
على سَرَاةِ رائحٍ مَمْطُورِ |
يريد بالرَائِح الثورَ الوحْشِىَّ. وهو إذا مُطِرَ اشْتَدَّ عَدْوُه.
والمُرَاوَحَةُ فى العَمَلَيْنِ : أن يعمل هذا مرّة وهذا مرة. وتقول : رَاوَحَ بين رجْلَيه ، إذا قام على إِحداهما مرة وعلى الأخرى مرة. ويقال : إنَّ يديه لتَتَرَاوحانِ بالمعروف.
والرَّوَحُ بالتحريك : السَعَةُ. قال الشاعر (١) :
* فُتْخُ الشَمَائِلِ فى أَيْمَانِهِم رَوَحُ (٢) *
والرَّوَحُ أيضاً : سعةٌ فى الرِجلين ، وهو دون الفَحَج ، إلّا أَنَ الأَرْوَحَ تتباعد صُدور قدميه وتَتدانى عَقِباه. وكلُّ نَعامةٍ رَوْحَاءُ. قال أبو ذؤيب :
وزَفَّتِ الشَوْلُ من بَرْدِ العَشِىّ كما |
|
زَفَّ النَعَامُ إلى حَفَّانِهِ الرُّوحُ |
وقَصْعَةٌ رَوْحَاءُ ، أى قريبة القَعْرِ.
وطيرٌ رَوَح ، أى متفرّقة. قال الأعشى :
ما تَعِيفُ اليومَ فى الطَيْرِ الرَّوَحْ |
|
من غُرَابِ البَيْنِ أو تَيْسٍ سَنَحْ |
وقيل : هى الرَّائِحةُ إلى مواضِعِها ، فَجَمَع الرَّائحَ على رَوَح ، مثل خادمٍ وخَدَمٍ.
وتَرَوَّحَ الشَجَرُ ، إذا تَفَطَّر بوَرَقٍ بعد إدْبَارِ الصَيفِ. وتَرَوَّحَ النَّبْتُ ، أى طال. وتَرَوَّحَ الماء ، إذا أخذ ريح غَيْره لِقُرْبِه منه. وتَرَوَّحْتُ بالمِرْوَحَةِ. وتَرَوَّحَ ، أى رَاحَ من الرَّوَاح.
والارتياحُ : النَشاط. وقولهم : ارْتَاحَ الله لفُلانٍ ، أى رَحِمَه.
__________________
(١) هو صخر الغى الهذلى.
(٢) هو العجاج الراجز.
(١) هو المتنخل الهذلى.
(٢) صدره :
لكن كبير بن هند يوم ذلكم