وذلك نحو قوله :
ألم تكن أقسمت بالله العليّ |
|
أنّ مطاياك لمن خير المطيّ (١) |
فالياء حرف الروي ولا يجوز حذفها.
قال : وقد دعاهم حذف ياء يقض إلى أن حذف ناس كثير من قيس وأسد الواو والياء اللتين هما علامة المضمر ، ولم تكثر واحدة منهما في الحذف ككثرة ياء يقضي ، لأنهما تجيئان لمعنى الأسماء وليستا حرفين بنيا على ما قبلها ، فهما بمنزلة الهاء في :
يا عجبا للدهر شتّى طرائقه (٢)
وسمعت من يروي هذا الشعر من العرب ينشده :
لا يبعد الله أصحابا تركتهم |
|
لم أدر بعد غداة البين ما صنع (٣) |
يريد : صنعوا. وقال :
لو ساوفتنا بسوف من تحيّتها |
|
سوف العيوف لراح الرّكب قد قنع |
يريد : قنعوا. وقال :
طافت بأعلاقه خود يمانية |
|
تدعو العرانين من بكر وما جمع |
يريد : جمعوا.
وقال :
جزيت ابن أوفى بالمدينة قرضه |
|
وقلت لشفّاع المدينة أوجف (٤) |
يريد : أوجفوا.
فحذف الواو وهي ضمير الفاعلين في هذه الأبيات لأنه شبّهها بواو يغزو ، وحرف الروي العين ، وحذفها دون حذف واو يغزو في الحسن ، لأن الواو ها هنا اسم وواو يغزو حرف.
وقال عنترة :
يا دار عبلة بالجواء تكلم
__________________
(١) انظر خزانة الأدب ٤ / ٣٢٨ ، الخصائص ١ / ٣١٥.
(٢) قائله الراعي النميري انظر شرح أبيات سيبويه ٢ / ٣٤٢.
(٣) قائل الأبيات الثلاثة ابن مقبل انظر ديوانه ١٦٨ ، ١٧٢ ، ١٧٠.
(٤) المصدر السابق ص ١٩٧.