تسائل بابن أحمر من رآه |
|
أعارت عينه أم لم تعارا (١) |
في معنى اعورت عينه أم لم تعور فإنما اعتل لأنه لم يذهب به مذهب افعل فكأنه قال : " عارت عينه تعور" من قال هذا كان القياس أن يقول أعار الله عينه فتأمل وقس عليه إن شاء الله.
هذا باب ما اعتل من الأسماء من الأفعال المعتلة على اعتلالها
ومعنى الترجمة ما اعتل من الأسماء المشتقة من الأفعال وهي أسماء الفاعلين كقائل المشتق من قال وخائف المشتق من" خاف" ومقيم المشتق من" أقام" و" مقام" المشتق من" أقيم" وغير ذلك مما سنقف عليه إن شاء الله.
قال سيبويه : " اعلم أن فاعلا منها مهموز العين وذلك أنهم يكرهون أن يجيء على الأصل مجيء ما لا يعتل فعل يفعل منه ولم يصلوا إلى الإسكان مع الألف وكرهوا الإسكان والحذف فيه فيلتبس بغيره فهمزوا الواو والياء إذا كانتا معتلتين وكانتا تقعان بعد الألفات وذلك قولهم" قائم وخائف وبائع".
قد بينا أن عين الألف إذا كانت واوا أو ياء فإنها تعتل في الفعل الماضي والمستقبل كقولنا قام وخاف وباع وهاب ويقوم ويسير ويبيع ويخاف لما كان هذا الاعتلال لازما للفعل على ما بينا وكان اسم الفاعل جاريا على الفعل أرادوا أن يعلوا منه ما اعتل في الفعل وهو عين الفعل فكما وقعت عين الفعل من الاسم بعد ألف في فاعل ووجب تسكينها بالإعلال لزم بعد التسكين أحد أمرين إما أن تحذفها لاجتماع الساكنين وإما أن تحركها فلو حذفناها لاجتماع الساكنين التبس الفعل بالاسم ونمثل ذلك ليقرب من الفهم فنقول إن الأصل في" قال وباع وخاف"" قول وبيع وخوف" كقولنا" علم وضرب" واسم الفاعل من" ضرب وعلم"" ضارب وعال" م فكان قياسه من" قول وبيع" إذا صح ولم يعل" قاول وبايع" غير أنا قد أعللنا" قال وباع" فسكنا موضع العين من الفعل فوجب تسكين ذلك من" قاول وبايع" كما سكناه من" قال وباع" فلما وجب تسكين الواو والياء وجب قلبهما ألفا في" قال" و" باع" لأن الألف في قاول وبايع كفتحة القاف والباء في" قال" و" باع" وإنما يقلب على ما قبله كما قلبنا الواو في يقيم ومقيم ياء لانكسار ما قبلها فلما
__________________
(١) انظر خزانة الادب ٥ / ١٩٦ ، المخصص ٤ / ٢٣٨.