وعليها مال.
قال أبو سعيد : اختلف أصحابنا في الياء والواو المتصلتين بضربهو وعليهي ، فبعض جعله من نفس الاسم وبعضهم جعله زائدا ولا خلاف بينهم أن الألف في قولهم عليها وضربها هما جميعا الاسم ، وقد اختلفوا في مذهب سيبويه في الواو والياء في ضربهو وعليهي ، فقال أبو إسحاق الزجاج : أن مذهب سيبويه أن الواو والياء بمنزلة الألف وإنهما من الاسم كالألف ، وذكر أن مذهبه أنهما ليسا من نفس الاسم. قال : والدليل على ذلك أن الواو والياء لا يوقف عليهما إذا قلت : ضربته ومررت به ، ويوقف على الألف إذا قلت : ضربتها. وللقائل أن يقول : قد يجوز أن يحذف في الوقف ما هو من نفس الاسم في قولنا : هذا قاض ، فلا يكون لأبي إسحاق في ذلك حجة.
وبعض أصحابنا يذهب إلى أن مذهب سيبويه أن الواو والياء ليستا من الاسم ، وستقف على ذلك إذا انتهينا من هذا الباب إن شاء الله تعالى.
قال : فإذا كان قبل الهاء حرف لين فإن حذف الياء والواو في الوصل أحسن ، لأن الهاء من مخرج الألف ، والألف تشبه الياء ، والواو تشبههما في المدّ وهي أختهما ، فلما اجتمعت حروف متشابهة حذفوا ، وذلك قولك : عليه مال ورأيت أباه قبل وهذا أبوه كما ترى ، وأحسن القراءتين : (وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلاً)(١) و (إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ)(٢) ، (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ)(٣) و (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ)(٤) ، والإتمام عربي ، ولا تحذف الألف في مؤنث فيلتبس المؤنث بالمذكر".
يعني أنك لو حذفت الألف لوجب أن تسكن الهاء في الوقف فيقع لبس بين المذكر والمؤنث في الوقف ، فيصير ضربته للمؤنث والمذكر.
قال : " فإن لم يكن قبل هاء التوكيد حرف لين أثبتوا الواو والياء في الوصل وقد يحذف بعض العرب الحرف الذي بعد الهاء إذا كان ما قبل الهاء ساكنا" ، لأنهم كرهوا حرفين ساكنين بينهما حرف خفي نحو الألف فكما كرهوا التقاء الساكنين في أين ونوها ، كرهوا ألا يكون بينهما حرف قوي ، وذلك قول بعضهم منه يا فتى ، وأصابته جائحة ، والإتمام أجود لأن هذا الساكن ليس بحرف لين ، والهاء حرف متحرك".
قال أبو سعيد : فصل سيبويه بين الهاء التي قبلها ياء ساكنة أو واو ساكنة أو ألف ،
__________________
(١) سورة الإسراء الآية : ١٠٦.
(٢) سورة الأعراف الآية : ١٧٦.
(٣) سورة يوسف الآية : ٢٠.
(٤) سورة الحاقة الآية : ٣٠.