فَقَدَرَ
عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ* كَلَّا) ليس الأمر على ما قاله ، لأنه قد يوسّع على من لا يكرمه
من الكفرة ، وقد تضيق حال الأنبياء والصالحين للاستصلاح.
قال سيبويه :
" وأنّى تكون في معنى كيف" ، ويقال معنى أنى أين وأين" أي"
مكان.
قال سيبويه : " وإنما كتبنا
من الثلاثة وما جاوزها غير المتمكّن الكثير الاستعمال من الأسماء وغيرها التي تكلم
بها العامة ، لأنه أشدّ تفسيرا ، وكذلك الواضح عند كل واحد هو أشد تفسيرا ، لأنه
توضح بها الأشياء فكأنه تفسير التفسير ، ألا ترى لو أن إنسانا قال : ما معنى أيان
فقلت متى ، كنت قد أوضحت ، فإذا قال لك ما معنى في أي زمان ، فسألك عن الواضح شق
عليك أن تجيء بما توضح به الواضح ، وإنما كتبنا من الثلاثة على نحو الحرف والحرفين
وفيه الإشكال والنظر".
قال أبو سعيد :
جملة كلام سيبويه أن من سئل عن الغامض فسره بالمفهوم من الألفاظ المعتادة ، فقرب
على السائل فهم التفسير ، فإذا سئل عن الواضح المعتاد احتاج أن يتكلف لفظا ليس
بمعتاد هو أغمض عند السائل من الذي سأل عنه ، فبعد عليه ، فلذلك صار تفسير الواضح
أشد ، فاعرف ذلك إن شاء الله تعالى.
قال سيبويه : " وهي عشرة
أحرف" الهمزة والألف والهاء والياء والنون والتاء والسين والميم والواو
واللام ، ويجمعها قولك : " اليوم تنساه" فهذه حروف قد توجد زائدة وغير
زائدة".
وأنا اذكر
الطرق المؤدية إلى معرفة زيادتها في باب الأبنية وقد تكون الزيادة بغير هذه الحروف
، وذلك بأن يعاد بعض الاسم أو يشدد ، فالتشديد قولك : حرّك الراء المشددة في حرك
تعدل راءين إحداهما زائدة لأن أصلها حركة فكذلك ابيض ، الضاد مشددة وهما ضادان ،
والأصل ضاد واحدة لأنها من البياض ، وهي ضاد واحدة ، وأما المعاد فنحو قردد ودمكمك
إحدى الدالين في قردد زائدة معادة ، والميم والكاف في دمكمك زائدتان معادتان ، وسنقف
على ذلك بأتم من هذا الشرح إن شاء الله تعالى.
واعلم أن هذه
الزوائد قد يكون لبعضها موضع تكثر زيادته فيه ، حتى يغلب عليه ويصير الحكم فيه انه
متى ما ورد في ذلك الموضع حكم عليه بالزيادة ، وإن لم يعرف أصله حتى يرد دليل يدل
على أنه غير زائد. ومنه ما تكون زيادته في موضع بعينه لا
__________________