قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الحدائق الناضرة [ ج ٥ ]

135/590
*

ورواية يزيد بن خليفة (١) وهو رجل من بني الحارث بن كعب قال : «أتيت المدينة وزياد بن عبيد الله الحارثي عليها فاستأذنت على ابي عبد الله (عليه‌السلام) فدخلت عليه وسلمت عليه وتمكنت من مجلسي فقلت لأبي عبد الله (عليه‌السلام) اني رجل من بني الحارث بن كعب قد هداني الله تعالى الى محبتكم ومودتكم أهل البيت. قال فقال لي أبو عبد الله (عليه‌السلام) : كيف اهتديت الى مودتنا أهل البيت فوالله ان محبتنا في بني الحارث بن كعب لقليل؟ قال : فقلت له جعلت فداك ان لي غلاما خراسانيا وهو يعمل القصارة وله همشهريجون أربعة وهم يتداعون كل جمعة فتقع الدعوة على رجل منهم فيصيب غلامي في كل خمس جمع جمعة فيجعل لهم النبيذ واللحم ، قال ثم إذا فرغوا من الطعام واللحم جاء بإجانة فملأها نبيذا ثم جاء بمطهرة فإذا ناول إنسانا منهم قال لا تشرب حتى تصلي على محمد وآل محمد ، واهتديت الى مودتكم بهذا الغلام. قال فقال لي استوص به خيرا واقرأه مني السلام وقل له يقول لك جعفر بن محمد (عليه‌السلام) انظر الى شرابك هذا الذي تشربه فان كان يسكر كثيره فلا تقربن قليله فان رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) قال كل مسكر حرام. الحديث». فانظر الى ظهور هذا الخبر في عموم تحليل النبيذ مطلقا عدا المسكر منه فان المقام مقام البيان والحاجة وقصده (عليه‌السلام) هداية ذلك الغلام الى الحلال دون الحرام ، فلو كان هنا فرد آخر من النبيذ غير المسكر حراما لنبه عليه ولمنعه من شربه.

ورواية الفضيل بن يسار عن الباقر (عليه‌السلام) (٢) قال : «سألته عن النبيذ فقال حرم الله تعالى الخمر بعينها وحرم رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) من الأشربة كل مسكر». والتقريب ان السائل سأل عن النبيذ وما يحل منه وما يحرم فأجاب (عليه‌السلام) بأن الذي حرم رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) من الأشربة هو ما أسكر

__________________

(١) المروية في الوافي ج ١١ ص ٨٣ وقطعة منها في الوسائل في الباب ١٧ من الأشربة المحرمة.

(٢) المروية في الوسائل في الباب ١٥ من الأشربة المحرمة.