الأنهر أو يدفنونها في أماكن معينة من الأرض ، ويطلقون عليها اسم « كربلاء » ، أما في لكنهو ، وبنغاله ، وبنارس التي هي من بلاد الكفر أيضاً فقد شاهدت المشاهد والمناظر المذكورة بأم عيني. والغريب أن المسلمين في بنغاله وبقية المناطق الآهلة بهم يقلدون الهنادكة في تلك الحركات والشعائر ، فهم لا يتناولون الطعام ، ولا يشربون الماء ، أو يقتصرون منهما على أقل ما يمكن ، وفي مجالس المآتم ومجتمعات النياحات يبقون واجمين ، والفريقان يتسابقان في تعذيب الجسد في هذه العشرة الحزينة ، ويخدشون الوجوه ، ويجرحون الصدور ، ويكدمون الرؤوس ويعذبون البدن بالضرب واللطم تعذيباً يفقدون معه وعيهم.
أما في حيدر آباد دكن ، فان المسلمين والهندوس يقومون بحركات ما أنزل الله بها من سلطان ، مما لا يستطيع العقل أن يتصورها ، فإن كثيراً من أعزة القوم هناك يقيدون أيديهم وأرجلهم بالسلاسل الحديدية ، ويلقون على عواتقهم مثل هذه السلاسل ، ويقوم رجال من خدمهم بالقبض على رؤوس هذه السلاسل ويسحبون أصحابها كالأسرى والعبيد في مجالس العزاء ومجتمعات النياحة ، وهؤلاء يتمرغلون على الأرض كالبؤساء ، متملقين ومستعطفين ... » الخ.
٢ ـ وجاء في الكتاب نفسه وصف للمأتم الذي يقيمه أحد راجات الهند المعروفين « آصف الدولة » في إحياء ذكرى الامام الحسين عليهالسلام ما ترجمته :
« لقد أنشأ آصف الدولة ، ولاءً منه للأئمة الأطهار عليهمالسلام ، مقراً عظيماً لإقامة العزاء الحسيني ومسجداً فخماً ، بالقرب من داره وقد أنفق على بنائهما وتزيينهما مبالغ طائلة جداً ، كل ذلك في سبيل إحياء ذكرى استشهاد الامام الحسين عليهالسلام وإقامة النياحة عليه ، وقد قيل : إنه لم يكن في الهند كلها بناء أعظم وأوسع وأشرح للصدر من هذا المكان ، أجل إن لشاه جهان مقبرة شامخة في مدينة « أكبر آباد » تسمى « تاج گنج » ويتحدث عنها الناس أحاديث كثيرة تشير الى إعجابهم بها ... ».