التبت.
وقد رأيت ضمن بعض الاحصائيات عن عدد المسلمين في الصين بعد الحرب العالمية الأولى : أن عدد الشيعة الذين يستوطنون البلاد الصينية لا يتجاوز العشرة آلاف نسمة. وهؤلاء رغم قلتهم الضئيلة متمسكون بتقاليد مذهبهم وطقوسه ، ومنها إحياء ذكرى مجزرة كربلاء واستشهاد الامام الحسين وآله وصحبه فيها ، وإقامة المأتم الحسيني وعزائه أيام عاشوراء ، في دورهم ، وفي مجالسهم ومجتمعاتهم الخاصة ، والانفاق فيها.
هـ ـ في شبه القارة الهندية :
أما في شبه القارة الهندية ـ أعني الهند والباكستان ـ فقد اعتاد سكانها على اختلاف مللهم ونحلهم ، وخاصة المسلمين منهم على إقامة المأتم على الامام الحسين عليهالسلام وبذل النفس والنفيس في هذا السبيل منذ أن تسربت أخبار هذه الفاجعة في أواخر القرن الأول الهجري الى تلك الأصقاع ، وأنباء إقامة هذه المهرجانات الحزينة في الهند والباكستان متوفرة منذ أكثر من إثني عشر قرناً ، وقد طفحت الكتب والصحف بذلك ، مما يدل على اهتمام المسلمين وخاصة الشيعة منهم في أنحاء شبه القارة الهندية بهذه المناحات ، وبإقامة المآتم والتعازي ، وتسيير السبايا والهوادج ، وتشكيل مجالس العزاء واجتماعات الحزن في شهري محرم وصفر من كل عام ، ولا سيما في العشرة الاولى من محرم على الامام الحسين وآله وصحبه « رضوان الله عليهم ».
هذا وقد تأثر الهندوس والأقوام الهندية الأخرى غير المسلمة بمشاهد هذه المآتم والنياحات وحفلات الحزن ، فسايروا المسلمين فيها ، وأصبحت لديهم من العادات والتقاليد المتمسكين بها في هذين الشهرين ، وحتى أن في بعض المدن والمناطق الهندية أنشأ الهندوس ا لمباني والعمارات وأوقفوها على الامام