أهالي طوس من موالي آل البيت النبوي صلىاللهعليهوآلهوسلم الى الهجرة الى بخارى وخيوة ونواحي المتاخمة لها والاستيطان فيها.
ولا زالت آثار بعض الحسينيات التي كانت تقام فيها مجالس العزاء ظاهرة للعيان في مدن تركستان والقفقاز ، مما يدل على أن شعارات إقامة النياحات ومواكب العزاء على الامام الحسين عليهالسلام كانت متداولة في تلك الأصقاع حتى انقراض العهد القيصري في روسيا.
أما في إقليم التبت في جنوب الصين فإن ظروف بعض الأسر الشيعية في بلاد الأفغان قد اضطرتها في أواخر القرون الوسطى الى الهجرة اليها والاستيطان فيها ، وإن هذه الأسر بحكم عقيدتها في موالاة آل البيت النبوي عليهمالسلام أخذت تقيم مجالس العزاء هذه على الامام الحسين عليهالسلام في دورها ، وتعطل أعمالها يومي تاسوعاء وعاشوراء من شهر محرم في كل سنة.
وقد نقل لي بعض طلبة الدين في كربلاء والنجف الذين كانوا يتلقون العلوم الدينية فيهما ، والمنتقلين اليهما من بلادهم « التبت » : بأن أسرهم لا زالت تقيم النياحات ومجالس العزاء على الامام الحسين تحت الخفاء التام ، حيث يجتمع أفراد هذه الأسر الشيعية في دار أحدهم ، ويلقي عليهم خطيب المنبر الحسيني أو أحدهم تفاصيل مجزرة كربلاء حسب ما هو متداول في العتبات المقدسة ، ويجري في هذه المجالس ما يجري في سائر الأقطار الاسلامية ، من البذل والانفاق ، وسكب الدموع ، والنياح ، والبكاء ، والعويل ، والضرب على الصدور ، واللطم على الرؤوس ، والجيوب ، الى غير ذلك من مراسيم العزاء.
أما في بلاد الصين الشاسعة الأرجاء فتقيم الجاليات الشيعية فيها في العشرة الأولى من محرم ، وبالأخص يوم عاشوراء العزاء الحسيني ومأتمه في دورها تحت الستار ، على غرار ما يفعله الشيعة في صقع التبت ، إذ المعروف أن أكثر شيعة الصين قد انتقلوا اليها في الثلاثة أعصر الأخيرة من تركستان وبلاد الأفغان ، عبر صقع